القاهرة – محمد حسين
طالما كانت حكايات “ألف ليلة وليلة” من الأمور التي نحب أن نقرأها وإن كانت هناك فرصة لتقديمها على الشاشة يكون من الأمور الجلية التي ينتظرها الجمهور للرجوع إلى عالم الخيال والفانتازيا، عالم ساحر يجذبنا إلى أن نتعايش مع تفاصيله، والتي غابت عن الدراما المصرية في السنوات الأخيرة، وهو ما يقدمه هذا العام في السباق الرمضاني النجم ياسر جلال من خلال مسلسل “جودر”.
وفي حواره مع موقع “العربية.نت”، كشف ياسر جلال عن أسباب اختياره لهذه الشخصية لتقديمها هذا العام بعد سلسلة من الأعمال الاجتماعية المليئة بالإثارة والتشويق، وكواليس التصوير التي استغرقت فترة طويلة، ورأيه في مشاركة عدد كبير من نجوم العمل، وكواليس مشاركته مع النجمة نور اللبنانية للمرة الثالثة في عمل تلفزيوني.
*لأول مرة منذ سنوات تقدم عملا ليس اجتماعيا لتعود إلى عمل يعتبر تاريخيا.. هل تعتقد أنه سيحقق نفس النجاح الذي حققته في السنوات الماضية؟
أهم ما يميز العمل أنه عودة إلى الأعمال التاريخية، وإعادة إحياء قصص “ألف ليلة وليلة” للأجيال الجديدة، فهذه القصص كانت دائماً على مائدة الدراما الرمضانية، وتوقفت لفترة، لكن في هذا العام تعود بشكل ومضمون مختلفين من خلال حكاية “جودر” المليئة بالتشويق والمغامرة، والتي تم تنفيذها بشكل حديث ومعاصر، وبصناعة عالية المستوى، فنياً وتقنياً واحترافية في الغرافيك.
وأتمنى أن ينال العمل استحسان المشاهدين في رمضان، خصوصاً أنه تجربة جديدة وفريدة من نوعها بالنسبة لي، فالعمل مختلف في مسيرتي وأقدم من خلاله تجربة نادرة، وأنا سعيد بها وحاببها وبذلت كل المجهود الذي أقدر عليه، حيث أجسد شخصيتين هما “شهريار” وقصة عقدته من النساء، و”جودر” الذي يعيش صراعاً مع الأشرار، وأتمنى أن أرى صدى هذا المجهود في عيون ونفوس ومشاعر المشاهدين. ربنا يوفقنا ويوفق كل زملائنا.
*ما الذي حمسك للمشاركة في هذا العمل؟
تربيت أنا وجيلي على حواديت ألف ليلة وليلة، التي كان يقدمها التلفزيون المصري من قبل، وشارك في تقديمها كبار النجوم، وكان هذا العالم من الحواديت والحكايات تتخلله أساطير وأحداث جميلة ومشوقة وممتعة، وأعتقد أنه من الممكن أن يحب الناس مشاهدة هذا اللون، وكان سبب غياب هذه النوعية من الأعمال هو عدم وجود شخص قادر على كتابة هذا اللون، وتجمعني علاقة طيبة بالمؤلف أنور عبد المغيث، وهو كان بعيدا عن مصر من فترة طويلة، فتواصلت معه وعلمت أن لديه سيناريو ألف ليلة وليلة، وأخذته منه وعرضت العمل على الشركة المتحدة، وتحمسوا لإنتاجه، لأن المؤلف كتب العمل بشكل جيد.
*ألم تتخوف من المقارنة بين “جودر” وبين ما قدم من قبل من “ألف ليلة وليلة”؟
لا مجال للمقارنة بين الأساتذة العظماء الذين قدموا حكايات من قصص “ألف ليلة وليلة”، فنحن نحاول تقديم قصة جديدة بشخصيات مختلفة، واجتهدنا في تكوين حالة فنية فريدة بشكل عصري، اعتمدنا فيها على التقنيات التصويرية والإخراجية الحديثة التي لم تكن موجودة سابقاً، والحكم في نهاية الأمر للجمهور.
*هل تخوفت أن يستغرب الجمهور من اسم “جودر”؟
لا وجود لأي تخوف بأن اسم جودر سيكون غريبًا على الجمهور، جودر هو أحد حواديت ألف ليلة وليلة بعنوان “جودر ابن عمر المصري” والمسلسل تدور أحداثه أن هناك حكيمًا اسمه الشمردل، أفنى عمره في دراسة العلوم وتوصل إلى أربعة كنوز، وعندما شعر بأنه سيفارق الحياة خشي أن هذه الكنوز تقع في أيدي القوى الشريرة وكوّن رصدا على اسم عشوائي من حروف الهجاء، وكون اسم جودر، ويجب أن تكون والدته اسمها فاطمة ووالده اسمه عمر، ومن هنا تبدأ الحكاية، بالإضافة إلى أن الجمهور اعتاد على هذا الاسم عندما شاهد إعلانات المسلسل الترويجية، مثلا قصة سندباد عندما شاهدناها اعتدنا الاسم.
*ما هي التحضيرات الخاصة لهذا العمل؟
كل عمل أقوم به أستعد له بمذاكرة النص وأدرس أبعاد الشخصية كالبعد الجسدي والمادي وملامح الوجه وكذلك وضعه الاجتماعي سواء كان أميرا أو ملكا أو فقيرا أو موظفا، وكذلك البعد النفسي كمشاعره وأحاسيسه وطموحاته، وبالطبع شكلي المختلف ضمن أحداث المسلسل أثر عليّ، وهذه ليست المرة الأولى التي أقوم بتغيير شكلي بالكامل، فقد حدث ذلك من قبل عندما شاركت في مسلسل “الاختيار”، وفي مسلسل “جودر” غيرت لون شعري وذقني وقال لي الكثيرون إني صغرت 20 عاما، ولكن أنا كياسر جلال أحب أن أعيش بشكلي الطبيعي لكني ممثل أغير من شكلي حسب طبيعة كل شخصية أجسدها.
*هل المسلسل 15 حلقة؟
مسلسل “جودر” 30 حلقة والشركة المنتجة فضلت أن تقسم المسلسل إلى جزءين، أول 15 حلقة ستعرض في رمضان 2024 والجزء الثاني سيعرض في رمضان 2025 أو بعد عرض الجزء الأول بأشهر قليلة، نحن نتابع تصوير الـ30 حلقة، وكل مسلسل على حسب فكرته وموضوعه.