أعلن رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو عن إجراءات ستتضمّنها الميزانية الفدرالية العامة المقبلة تهدف لمساعدة المستأجرين لكي يصبحوا مالكين.
وينصّ أحد تلك الإجراءات على أن يؤخذ تسديد الإيجار في الوقت المحدد في الاعتبار عند احتساب الدرجة الائتمانية للمستأجر، ما يدعم ملفه عند طلبه قرضاً عقارياً على سبيل المثال.
ويرصد إجراء آخر مبلغ 15 مليون دولار لصندوق جديد لحماية المستأجرين، فيوفّر على سبيل المثال التمويل لمنظمات المساعدة القانونية التي تدافع عن المستأجرين في المقاطعات، إن ضدّ زيادات غير عادلة في الإيجارات أو بوجه مالكين يتحجّجون بالقيام بأعمال ترميم في المساكن لإجبار شاغليها على مغادرتها بهدف تأجيرها بأسعار أعلى بكثير لمستأجرين جدد.
وأعلن رئيس الحكومة الليبرالية عن هذه الإجراءات اليوم في فانكوفر، كبرى مقاطعة بريتيش كولومبيا على ساحل المحيط الهادي، التي يشكّل شراء أو استئجار مسكن فيها تحدياً هائلاً لجيل الشباب بسبب غلاء الأسعار.
واعترف ترودو بأنّ ’’السكن هو أحد مصادر القلق الرئيسية للشباب اليوم‘‘، مضيفاً أنّ هذا الأمر ’’ينطبق بشكل خاص على المستأجرين، الذين لديهم انطباع بأنّ كلّ شيء يسير ضدهم‘‘.
يستحق المستأجرون أن تأخذ بالاعتبار درجةُ الائتمان الخاصة بهم الأموالَ التي دفعوها للإيجار على مر السنين، خاصة عند التقدم بطلب للحصول على قرض عقاري أو على سعر فائدة أفضل.
’’سنقوم بتعديل الشرعة الكندية للرهن العقاري ونطلب من أصحاب العقارات والبنوك ومؤسسات تقييم الائتمان وشركات التكنولوجيا المالية التأكد من أن درجة الائتمان الخاصة بكم تأخذ في الاعتبار سجل الإيجارات الخاص بكم‘‘، أضاف ترودو متوجهاً بكلامه إلى المستأجرين في كندا.
كما أعلن رئيس الحكومة الليبرالية عن وضع شرعة لحقوق المستأجرين ’’يتم تطويرها وتنفيذها بالتعاون مع المقاطعات والأقاليم‘‘.
’’تسديد الإيجار شهرياً هو دليل على الموثوقية يجب أن يؤخذ في الحسبان عندما تتقدّمون بطلب للحصول على قرض عقاري (بهدف شراء مسكن)‘‘، أضاف ترودو.
’’غالباً ما يشكل الإيجار أكبر نفقة في ميزانيات المستأجرين. لذا، من المنطقي أنهم إذا سدّدوا الإيجار في الوقت المحدد، أن يؤثّر ذلك على تصنيفهم الائتماني‘‘، قالت من جهتها وزيرةُ المالية، كريستيا فريلاند، التي ستقدّم الميزانية الفدرالية العامة في 16 نيسان (أبريل) المقبل.
وأضافت فريلاند، التي تشغل أيضاً منصب نائبة رئيس الحكومة، أنّ ’’قرابة 60% من سكان بريتيش الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و34 عاماً هم مستأجرون، مقارنةً بـ24% ممّن تتراوح أعمارهم بين 55 و64 عاماً‘‘.
لكن لحزب المحافظين، الذي يشكّل المعارضة الرسمية في مجلس العموم، قراءة أُخرى.
المسؤول عن نواب مقاطعة كيبيك في الحزب، النائب بيار بول هاس، قال إنّ ترودو يلجأ إلى إعلانات من هذا النوع لأغراض ترويجية من أجل ’’تحسين صورته‘‘ أمام الكنديين، مضيفاً أنّ رئيس الحكومة الليبرالية ’’رهَنَ مستقبل الشباب أكثر ممّا منحهم أملاً‘‘.
(نقلاً عن موقع راديو كندا، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)