في الوقت الذي تتجاهل فيه حكومته الدعوات إلى إلغاء الزيادة السنوية الأخيرة على تسعير الكربون، صرّح رئيس الوزراء الكندي جوستان ترودو بأن معظم رؤساء حكومات المقاطعات يفضلون التقدّم بالشكوى و ’’الاستغلال السياسي‘‘ لبرنامج تسعير الكربون الفيدرالي بدلاً من تقديم بديل قابل للتطبيق لخفض الانبعاثات الدفيئة.
أتت تصريحات الزعيم الكندي أمس الاثنين على إثر تلقيه رسالة من رئيس حكومة مقاطعة نيوفاوندلاند واللابرادور أندرو فوري يحثّه فيها على عقد اجتماع ’’عاجل‘‘ بين أوتاوا وحكومات المقاطعات. وذلك في محاولة اللحظة الأخيرة من قبل المقاطعات لمنع الزيادة السنوية على تسعير الكربون التي دخلت حيز التطبيق يوم أمس الأول من نيسان /أبريل.
رئيس حكومة نيوفاوندلاند الليبرالي هو واحد من 7 رؤساء مقاطعات كندية، والستة الآخرون محافظون، الذين طلبوا من ترودو التخلي عن الزيادة السنوية لتسعيرة الكربون البالغة 15 دولارا للطن الواحد.
تجدر الإشارة إلى أن العديد من رؤساء حكومات المقاطعات المحافظين عارضوا تسعيرة الكربون لفترة طويلة، وهم يعتقدون اليوم أن ارتفاع تكاليف المعيشة التي يعاني منها الكنديون يجب أن يشجع أوتاوا على التخلي عن هذه الزيادة السنوية على الأقل.
من جهته، يؤكد ترودو بأن الزيادة تعني أيضا خصومات أكبر. هذه الأخيرة تحصل عليها العائلات بدءا من 15 الشهر الجاري، للمساعدة في تعويض ارتفاع تكلفة الوقود. هذا ويؤكد رئيس الوزراء الكندي بأن رؤساء حكومات المقاطعات لم يقترحوا حلا بديلا.
خلال مؤتمر صحفي عقده في مدينة تورنتو عاصمة مقاطعة أونتاريو أمس، صرّح ترودو بالقول: ’’جميع رؤساء الحكومات هؤلاء، المنشغلين بالشكوى من عواقب التلوث، لكنهم لا يقترحون حلولاً ملموسة أخرى من شأنها أن تكون أفضل لمجتمعاتهم، إنهم يلعبون السياسة فقط‘‘.
في رسالته إلى جوستان ترودو، والتي تم نشرها على شبكات التواصل الاجتماعي، دافع أندرو فوري عن الإجراءات التي اتخذتها مقاطعته حتى الآن للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة.
سيارات عرقلت حركة السير على أحد الأوتوسترادات في أوتاوا أمس خلال التظاهرة الاحتجاجية على ضريبة الكربون الفدرالية.
الصورة: Radio-Canada / Louis-Philippe Trozzo
يعترف فوري بأن التهديد المتمثل في تغير المناخ أمر ملح. ’’هناك إجماع واسع النطاق على أن إزالة الكربون أمر حتمي؛ لم يعد هناك أي حجة مضادة جدية. والسؤال الوحيد هو كيف يمكن تحقيق ذلك على أفضل وجه في الوقت الحاضر‘‘، على حد تعبير رئيس حكومة نيوفاوندلاند واللابرادور.
يقول أندرو فوري إن الحكومة الفيدرالية ستحتاج إلى القيام باستثمار استراتيجي أكبر إذا كانت تأمل في أن يكون لها تأثير كبير على انبعاثات الكربون في كندا.
في الأيام التي سبقت الزيادة السنوية يوم الاثنين، طلب رؤساء حكومات المقاطعات الأطلسية الأربعة ورؤساء حكومات ساسكاتشوان وألبرتا وأونتاريو من ترودو إعادة تقييم الزيادة السنوية البالغة 15 دولارا في معدل تسعير الكربون الفدرالي، والتي ارتفعت يوم الاثنين إلى 80 دولارا لكل طن من الانبعاثات.
كتب رئيس حكومة ساسكاتشوان في وسط الغرب سكوت مو، الذي أدلى بشهادته الأسبوع الماضي أمام لجنة برلمانية حول معارضته للزيادة، على X يوم أمس الاثنين بأن الطريقة الوحيدة لمنع الزيادات المستقبلية هي تغيير الحكومة في أوتاوا.
يذكر أن التسعير الفدرالي على الكربون لا ينطبق على مقاطعات نيو برونزويك وكيبيك و بريتيش كولومبيا وأقاليم الشمال الغربي التي تملك إدارة ضريبة الكربون الخاصة بها.

دفع ارتفاع أسعار البنزين بسبب تسعيرة الكربون الفدرالية الكنديين إلى التظاهر يوم أمس الاثنين.
الصورة: iStock / gece33
وكان تجمع أمس الاثنين العشرات من الأشخاص في مبنى البرلمان في العاصمة الكندية أوتاوا، احتجاجا على الزيادة على تسعيرة الكربون الفدرالية.
في شرق البلاد، أدت مظاهرة ضد ضريبة الكربون أيضا إلى الإغلاق المؤقت للطريق السريع الذي يربط نوفا سكوشيا ونيو برونزويك.
يقول جاستن ترودو وغيره من مؤيدي تسعير الكربون إن المعارضين يتجاهلون حقيقة أن الأسر الكندية تتلقى شيكات خصم ربع سنوية، وهي أكثر سخاءً للأسر ذات الدخل المنخفض، للمساعدة في تعويض الارتفاع الأولي.
كما أنها تسلط الضوء على التكاليف الحقيقية للغاية لتغير المناخ بالنسبة للكنديين بسبب الكوارث مثل حرائق الغابات أو الفيضانات.
في الأسبوع الماضي، نشر نحو 200 خبير اقتصادي وأكاديمي من كافة أنحاء البلاد رسالة مفتوحة تدافع عن تسعير الكربون باعتباره أرخص وسيلة للحد من الانبعاثات، بدلا من فرض قوانين أكثر صرامة.
(المصدر: الصحافة الكندية، راديو كندا، سي بي سي، إعداد وترجمة كوليت ضرغام)