تُحيي كندا اليوم، كما في 21 حزيران (يونيو) من كلّ سنة، ’’اليوم الوطني لشعوب السكان الأصليين‘‘ (Journée nationale des peuples autochtones (نافذة جديدة) / National Indigenous Peoples Day (نافذة جديدة)).
ففي 10 تموز (يوليو) 1996 أعلن حاكم كندا العام آنذاك، روميو لوبلان، هذا التاريخ من كلّ عام يوماً وطنياً لسكان كندا الأصليين.
ووقع الاختيار على 21 حزيران (يونيو)، الذي يصادف يوم الانقلاب الصيفي في السنوات البسيطة (غير الكبيسة)، لإحياء هذا اليوم الوطني بعد استشارة جمعيات عديدة للسكان الأصليين في البلاد.
فعلى مرّ أجيال عديدة احتفلت جماعات كثيرة من السكان الأصليين بثقافتها وتراثها في هذا اليوم أو في الفترة الزمنية المحيطة به، وذلك بسبب رمزية يوم الانقلاب الصيفي، فهو اليوم الذي يضمّ أطول فترة من ضوء النهار في كلّ السنة.
وهذا اليوم هو مناسبة لجميع الكنديين لإحياء التراث الفريد والثقافات المتعددة والإنجازات البارزة للأمم الأُوَل (Premières Nations / First Nations) وشعب الإنويت (Inuit) القطبي والخلاسيين (Métis) الذين ينحدرون من التزاوج بين الأوروبيين البيض والسكان الأصليين، وبشكل أساسي من تزاوج بين صائدي فراء فرنسيين ونساء من السكان الأصليين.
ويعترف الدستور الكندي بهذه المجموعات الثلاث على أنها تشكّل السكان الأصليين.
جانب من مسيرة أمّة سيبكنيكاتيك الأولى اليوم في شوبيناكادي في نوفا سكوشا بمناسبة اليوم الوطني لشعوب السكان الأصليين.
الصورة: Radio-Canada / Adrien Blanc
وتحيي مجتمعات السكان الأصليين على امتداد كندا هذا اليوم، ومن بينها أمّة سيبكنيكاتيك (Sipekne’katik) الأولى في نوفا سكوشا، كبرى مقاطعات كندا الأطلسية من حيث عدد السكان.
ففي بلدة شوبيناكادي في وسط نوفا سكوشا، حيث يقيم شعب السيبكنيكاتيك، شارك قرابة 200 شخص في احتفالات اليوم الوطني لشعوب السكان الأصليين.
وحرص الأطفال كما كبار السن على المشاركة في الأنشطة، ومن بينها مسيرة مسافة كيلومتر واحد. وقد أنشدوا ’’أغنية الشرف‘‘ (Honour Song) بلغة الميغماو، وهي أغنية أصبحت مع مرور الزمن نشيداً للشعوب الأصلية وعادة ما يكون أداؤها مصحوباً بقرع الطبول في التجمعات.
وشارك عضو مجلس العموم كودي بلوا في هذا اليوم الاحتفالي. ويمثّل بلوا، تحت راية الحزب الليبرالي الكندي، دائرة ’’كينغز – هانتس‘‘ حيث تقع شوبيناكادي.
موقع إلكتروني لتبديد الأوهام الناجمة عن الصور النمطية
عالم الأنثروبولوجيا الكندي بيار لوباج صاحب كتاب ’’أساطير وحقائق حول الشعوب الأصلية‘‘.
الصورة: Radio-Canada / Marc-André Turgeon
ولتعميم تاريخ الشعوب الأصلية، أطلق معهد تشاكابيش (Institut Tshakapesh) مؤخراً موقعاً على شبكة الإنترنت.
واسم الموقع ’’أساطير وحقائق حول الشعوب الأصلية‘‘ (Mythes et réalités sur les peuples autochtones (نافذة جديدة))، ويستند مضمونه إلى كتاب عالم الأنثروبولوجيا الكندي بيار لوباج الذي يحمل العنوان نفسه.
ويقدّم هذا الموقع التفاعلي محتوى لرفع مستوى الوعي لدى الجمهور إزاء السكان الأصليين وتبديد الأوهام الناجمة عن الصور النمطية عنهم.
’’أردنا أن نكون قادرين على الوصول إلى جمهور أوسع، جمهور مختلف، تكون له تجربة مختلفة على المنصة الإلكترونية بالكتاب. حاولنا أن نجعل الموقع تفاعلياً وإعادة تنظيم المحتوى وتحسين بعض الأشياء التي تستحق أن تُستكشَف بمزيد من التعمق‘‘، يشرح شيكابيش أندريه، مدير البحث والتطوير والابتكار في معهد تشاكابيش.
(نقلاً عن موقعيْ الحكومة الكندية وراديو كندا، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)
