RCI: قال اليوم رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو إنه يعترف بحقّ إسرائيل في الدفاع عن نفسها، لكنه دعا أيضاً إلى ’’بذل كلّ ما في وسعنا لمنع المزيد من التصعيد نحو حرب أوسع نطاقاً في المنطقة‘‘. وجاء كلامه غداة الهجوم الصاروخي الذي شنته إيران على إسرائيل.
وأضاف ترودو أنّ كندا تدين الهجوم الإيراني على إسرائيل ’’دون تحفظ‘‘.
’’هذا عمل آخر من قِبل نظام يدعم الإرهاب ولا يعرّض للخطر السلامَ فقط في المنطقة، بل الاستقرار وحماية المدنيين في كلّ مكان تقريباً‘‘، قال ترودو.
وكرّر ترودو الدعوة إلى وقفٍ لإطلاق النار بين إسرائيل وتنظيم ’’حزب الله‘‘ اللبناني، وكذلك بينها وبين حركة حماس في قطاع غزة، وإن كان يوافق على أن تردّ إسرائيل للدفاع عن نفسها بعد الهجوم الإيراني.
’’يجب أن نرى المدنيين محميين ويجب إرسال المزيد من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة ولبنان‘‘، قال رئيس الحكومة الليبرالية للصحفيين في مبنى البرلمان وهو في طريقه إلى اجتماع لنواب حزبه.
وأطلقت إيران على إسرائيلَ أمس حوالي 180 صاروخاً ألحقت أضراراً بعدة قواعد لسلاح الجوّ الإسرائيلي وأسفرت عن سقوط قتيل فلسطينيي في أريحا في الضفة الغربية المحتلة وإصابة شخصيْن في إسرائيل بجراح طفيفة.
’’رداً على جريمة اغتيال الشهداء اسماعيل هنية والسيّد حسن نصر الله واللواء نيلفروشان استهدفنا قلب الأراضي المحتلة بالصواريخ‘‘، قال فيلق حرس الثورة الإسلامية في إيران قاصداً إسرائيل بـ’’الأراضي المحتلة‘‘.
واللواء عبّاس نيلفروشان هو نائب قائد الحرس الثوري الإيراني وقُتل في الغارة الجوية الإسرائيلية التي أودت بحياة أمين عام تنظيم ’’حزب الله‘‘ اللبناني حسن نصر الله في ضاحية بيروت الجنوبية يوم الجمعة الفائت.
أمّا اسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، فاغتيل في العاصمة الإيرانية طهران في 31 تموز (يوليو) الفائت. واتّهمت إيران وحماس إسرائيلَ باغتياله.
وأدانت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي أمس ’’بشكل لا لبس فيه‘‘ قصف إيران لإسرائيل، لكنها دعت الدولتيْن إلى تجنّب المزيد من التصعيد.
’’هذه الهجمات التي تشنها إيران لن تؤدي إلّا إلى زيادة زعزعة الاستقرار في المنطقة، وهذا الأمر يجب أن يتوقف‘‘، قالت جولي أمام الصحفيين في مبنى البرلمان، مضيفةً أنّ الأفعال الأخيرة لإسرائيل وإيران تهدد بإشعال ’’حرب شاملة‘‘ في الشرق الأوسط.
وحثت جولي مجدداً الكنديين المتواجدين في لبنان على مغادرته فوراً، في وقت أطلقت فيه إسرائيل ما وصفته بعملية برية ’’محدودة‘‘ ضدّ أهداف لـ’’حزب الله‘‘ في جنوب البلاد.
وفي مجلس العموم، طالب زعيم حزب المحافظين (المعارضة الرسمية) بيار بواليافر الحكومة بالقول بشكل لا لبس فيه أنّ لإسرائيل الحقّ في الدفاع عن نفسها.
وجاء كلامه خلال مناقشة طارئة حول الوضع في لبنان عُقدت مساءً بطلب من الحزب الديمقراطي الجديد.
وحثّ هذا الحزب اليساري التوجه الحكومةَ الليبرالية على بدء إجلاء الكنديين من لبنان فوراً.
يُذكر في هذا الصدد أنّ وزارة الشؤون العالمية الكندية أعلنت يوم الجمعة أنها بدأت تحجز مجموعات من المقاعد على متن رحلات تجارية من بيروت لتسهيل مغادرة الكنديين لبنان.
(نقلاً عن وكالة الصحافة الكندية، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)