قال مصدر في الحكومة الفدرالية إنّ رئيس حكومة مقاطعة كيبيك، فرانسوا لوغو، أُبلغ في الربيع الفائت أنّ فكرة النقل القسري لـ80.000 طالب لجوء لا تتوافق والالتزامات الدستورية.
’’لا يمكننا من الناحية القانونية أن نجبر شخصاً على الانتقال (من مقاطعةٍ) إلى مقاطعةٍ أُخرى، (…) يجب على الشخص المعني الذهاب إلى هناك بمحض إرادته. وهذا أمر تمّ توضيحه دائماً مع كيبيك‘‘، أوضح المصدر الفدرالي الذي تحدث اليوم لوكالة الصحافة الكندية شريطة عدم الكشف عن اسمه.
وأضاف المصدر الفدرالي أنّ أوتاوا أبلغت حكومة كيبيك بذلك قبل اجتماع 10 حزيران (يونيو) الفائت بين لوغو ورئيس الحكومة الفدرالية جوستان ترودو، وهو اجتماع تمحور حول إيجاد حلول لموضوع طالبي اللجوء في كيبيك.
ولوغو، الذي هو حالياً في اليوم الرابع من زيارته إلى العاصمة الفرنسية باريس، يجادل منذ يوم الأربعاء بأنّ نصف طالبي اللجوء الموجودين حالياً في مقاطعة كيبيك يجب أن يُجبَروا على الانتقال إلى مقاطعات أُخرى، إلّا أنه يتجنّب شرح كيفية تحقيق ذلك.
وأضاف المصدر الفدرالي أنه في مرحلة معيّنة من المحادثات بين كيبيك وأوتاوا سألت حكومة لوغو بشأن طالبي اللجوء: ’’ألا يمكن إرغامهم (على الانتقال إلى مقاطعات أُخرى)، لماذا علينا أن نقبلهم؟‘‘.
’’لم نكن نعتقد أنه سيذهب إلى حدّ قول ذلك، لأننا اعتقدنا أننا قمنا بالعمل الذي تعيّن علينا القيام به لجعله يفهم أنّ ذلك، في نهاية الأمر، غير ممكن‘‘، أضاف المصدر الفدرالي عن لوغو. وتظهر وثيقة يعود تاريخها إلى شهر تموز (يوليو) الفائت أنّ الحكومة الفدرالية قالت بوضوح إنّ ’’إعادة توطين طالبي اللجوء‘‘ يجب أن تتمّ على ’’أساس طوعي‘‘ لأنه ’’لا يوجد سلطة تشريعية تجبر نقلهم (…) إلى مقاطعة أُخرى‘‘.
وبمزيد من الوضوح، تؤكد الحكومة الفدرالية أنه ’’من غير الوارد‘‘ فرض الانتقال الإلزامي لطالبي اللجوء من خلال الاستناد إلى ’’بند الاستثناء‘‘ في الشرعة الكندية للحقوق والحريات. أمّا بالنسبة لـ’’مناطق الانتظار‘‘ لطالبي اللجوء كما هو معمول به في فرنسا، والتي أتى على ذكرها رئيس حكومة كيبيك يوم الثلاثاء، فقد أعلن المصدر الفدرالي أنّ فكرة ’’إنشاء شكل معيّن من المراكز أو المخيمات‘‘ لم ’’تُطرح أبداً في أيّ اجتماع جرت فيه محادثات سياسية معه‘‘.
وبصفة عامة، ترغب الحكومة الفدرالية في أن تركز حكومة لوغو جهودها على حلّ مشاكل الهجرة في المجالات التي تقع ضمن صلاحياتها، كتأشيرات الطلاب الأجانب على سبيل المثال.
فوفقاً لبيانات صادرة عن الحكومة الفدرالية تقع أربع مؤسسات كيبيكية للتعليم ما بعد الثانوي (ثلاث جامعات ومعهد) ضمن المؤسسات الكندية الـ10 التي طلب أكبر عدد من طلابها الأجانب اللجوء منذ مطلع العام الحالي ولغاية شهر آب (أغسطس) بعد دخولهم كندا بتأشيرة طالب.
كما ترغب الحكومة الفدرالية في أن يعمل رئيس حكومة كيبيك على ’’توعية‘‘ نظرائه في المقاطعات الكندية الأُخرى ليقبلوا المزيد من طالبي اللجوء. ’’نحن نقوم بدورنا (…)، ولكننا بحاجة إلى اتّباع نهج تعاوني‘‘، قال المصدر الفدرالي.
(نقلاً عن خبر لوكالة الصحافة الكندية (نافذة جديدة) منشور على موقع راديو كندا، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)