You are currently viewing أهمية العلم بأسماء الله وصفاته

أهمية العلم بأسماء الله وصفاته

العلم بأسماء الله الحسنى أجل العلوم وأشرفها، لأن به يعرف الناس ربهم وخالقهم، خالق السماوات والأرض، ويتبع ذلك عبادته، ومحبته، وخشيته، وتعظيمه سبحانه وتعالى، ثم إن شرف العلم يكون من شرف المعلوم، ولما كان المعلوم من تعلم أسماء الله الحسنى هو الله جلا وعلا وتوحيده سبحانه وتعالى؛ كان شرف تعلم أسماء الله تعالى عظيمًا.
وقد كان من رحمة الله تعالى بعباده أن جعل توحيده مستقرًا في النفوس والعقول؛ ما لم يطرأ على تلك النفوس ما يحرفها عن هذه الفطرة التي فطرها الله تعالى عليها. قال الله تعالى {فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ} [الروم: 30]. وقال نبينا صلى الله عليه وسلم: «كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه، أو ينصرانه، أو يمجسانه…» رواه البخاري. ولكن لما كانت هذه المعرفة بالله تعالى التي جُبل الناس عليها معرفةً إجمالية لا تفي بمعرفة الله تعالى حق المعرفة، ولا بمعرفة تفاصيل أسمائه وصفاته؛ أرسل الله تعالى الرسل ليعرفوا الناس بربهم وبأسمائه وصفاته، وبأحكام دينهم، وبالغاية من خلقهم، وبما هم صائرون إليه.
وكان أول واجب دلَّ الرسل أتباعهم لتعلمه هو توحيد الله تعالى، من خلال تعريف الناس بأسماء الله وصفاته المستوجبة لتوحيده، يقول ابن القيم في ذلك: “ولا ريب أنَّ أجل معلومٍ وأعظمَه وأكبَره فهو الله الذي لا إله إلا هو، ربُّ العالمين، وقيومُ السموات والأرضين، الملكُ الحقُّ المبين، الموصوفُ بالكمال كلِّه، المنزَّه عن كلِّ عيبٍ ونقص، وعن كلِّ تمثيلٍ وتشبيهٍ في كماله. ولا ريب أنَّ العلمَ به وبأسمائه وصفاته وأفعاله؛ أجلُّ العلوم وأفضلُها، ونسبتُه إلى سائر العلوم كنسبة معلومه إلى سائر المعلومات”.
وتظهر أهمية العلم بأسماء الله الحسنى والعناية به من خلال عدة أمور ينبغي على المكلف الانتباه لها ومنها:
1. أن العلم بالله تعالى وأسمائه وصفاته أصل العلوم وأساس الإيمان، وإذا عرف العبدُ ربَّه عَبَدَهُ حقَّ العبادة. يقول الأصبهاني: “قال بعض العلماء: أول فرض فرضه الله تعالى على خلقه معرفته، فإذا عرفه الناس عبدوه قال الله تعالى: {فاعلم أنه لا إله إلا الله}. فينبغي للمسلمين أن يعرفوا أسماء الله وتفسيرها فيعظموا الله حق عظمته”. قال: “ولو أراد إنسان أن يتزوج أو يزوِّج أو يعامل إنسانا؛ طلب أن يعرف اسمه وكنيته، واسم أبيه وجده، وسأل عن صغير أمره وكبيره، فالله الذي خلقنا ورزقنا ونحن نرجوا رحمته ونخاف من سخطه أولى أن نعرف أسماءه ونعرف تفسيرها “.
2. أن الغاية التي ينشدها المسلم هي الفوز بنعيم الآخرة والتمتع بلذة النظر إلى وجه الله تعالى، وذلك لا ينال إلا بتوفيق الله تعالى العبد للعمل الصالح، ولا يكون العمل صالحًا إلا إن كان قائمًا على العلم، والعلم الذي يوصل العبد لمراده الأخروي هو العلم بالله تعالى وبأسمائه وصفاته لأنه يحقق له الخشية التي قال فيها عبد الله بن مسعود: “كفى بخشية الله علمًا”. ويقول السعدي: “معرفة الأسماء الحسنى هي أصل الإيمان، والإيمان يرجع إليها. ومعرفتها تتضمن أنواع التوحيد الثلاثة: توحيد الربوبية، وتوحيد الإلهية، وتوحيد الأسماء والصفات. وهذه الأنواع هي رُوح الإيمان ورَوْحه، وأصله وغايته، فكلما ازداد العبد معرفة بأسماء الله وصفاته، ازداد إيمانه، وقوي يقينه، فينبغي للمؤمن أن يبذل مقدوره ومستطاعه في معرفة الأسماء والصفات”.
3. العالم بالله تعالى حقيقة يستدل بما علم من أسماء الله تعالى وصفاته على أفعاله سبحانه وما يشرعه من الأحكام، وأفعاله سبحانه دائرة بين العدل والفضل والحكمة، ولا يشرع من الأحكام إلا حسب ما اقتضاه حمده وحكمته وعدله وفضله سبحانه وتعالى، وهذا علم أعظم من أن يُنبه إليه.
4. التلازم الوثيق بين صفات الله تعالى وما تقتضيه من العبادات الظاهرة والباطنة، فلكل صفة عبادة خاصة هي من مقتضاها، وفي ذلك يقول ابن القيم: “فلكل صفة عبودية خاصة هي من موجباتها ومقتضياتها، أعني: من موجبات العلم بها والتحقق بمعرفتها وهذا مطرد في جميع أنواع العبودية التي على القلب والجوارح: فعلم العبد بتفرد الرب تعالى بالضر والنفع، والعطاء والمنع، والخلق والرزق، والإحياء والإماتة؛ يثمر له عبودية التوكل عليه باطنا، ولوازم التوكل وثمراته ظاهرًا. وعلمه بسمعه تعالى وبصره وعلمه، وأنه لا يخفى عليه مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض، وأنه يعلم السر وأخفى…، فرجعت العبودية كلها إلى مقتضى الأسماء والصفات”.
5. للعلم بأسماء الله الحسنى وصفاته ثمرات طيبة في الموقف من الفتن والمصائب والمكروهات التي تصيب العبد، فالعبد إذا علم أن الله تعالى حكيم لا يفعل شيئًا عبثًا، وأنه عدل لا يظلم أحدًا، وأنه رحيم بعباده يبتليهم ليغفر لهم؛ إذا علم العبد ذلك كله رضي وصبر على المكروه والمصاب الذي ينزل به، واطمأن قلبه وفوض أمره لربه سبحانه.
قال العز بن عبد السلام: “فهم معاني أسماء الله تعالى وسيلة إلى معاملته بثمراتها، من الخوف والرجاء، والمهابة والمحبة والتوكل وغير ذلك من ثمرات معرفة الصفات”.
وأهمية العلم بأسماء الله وصفاته كبيرة، وفوائده وثمراته كثيرة جدًا اكتفينا منه بما ذكرناها في هذا المقال.
أسماء الله تعالى ـ كما هو مقرر عند أهل السُنة ـ توقيفية، لا مجال للعقل والاجتهاد فيها، يجب الوقوف فيها على ما جاء به القرآن الكريم والأحاديث النبوية الصحيحة، فلا يُزاد فيها ولا يُنْقَص. قال أبو بكر الإسماعيلي الجرجاني: “ويعتقدون ـ يعني: أهل السنة والجماعة ـ أن الله تعالى مدعو بأسمائه الحسنى، وموصوف بصفاته التي سمَّى ووصف بها نفسَه، ووصفه بها نبيُّه صلى الله عليه وسلم”. وقال الشيخ ابن عثيمين: “أسماء الله تعالى توقيفية، لا مجال للعقل فيها، وعلى هذا فيجب الوقوف فيها على ما جاء به الكتاب والسنة، فلا يُزاد فيها ولا يُنْقَص، لأن العقل لا يمكنه إدراك ما يستحقه تعالى من الأسماء، فوجب الوقوف في ذلك على النص.. ولأن تسميته تعالى بما لمْ يُسَمِّ به نفسه، أو إنكار ما سَمَّى به نفسه، جناية في حقه تعالى، فوجب سلوك الأدب في ذلك والاقتصار على ما جاء به النص”.
ومِن أسماء الله تعالى الحُسنى “السميع”، فإنه ـ سبحانه ـ السميع العليم، الذي لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماوات، ووسع سمعه الأصوات، الخفيّة والجلية، على اختلاف اللغات وتفنن الحاجات، فالقريب منه والبعيد، والسر والعلانية سواء، قال الله تعالى: {سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ}(الرعد:10). قال البغوي: “ قوله تعالى: {سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ} أي: يستوي في علم الله المُسر بالقول والجاهر به، ومَنْ هو مستخف بالليل، أي: مستتر بظلمة الليل، وسارب بالنهار، أي: ذاهب في سربه ظاهرا”. وقال الطبري: “أيها الناس، الذي أسر القول، والذي جهر به، والذي هو مستخفٍ بالليل في ظلمته بمعصية الله عز وجل. {وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ} يقول: وظاهر بالنهار في ضوئه، لا يخفى عليه شيء من ذلك. سواء عنده سِرُّ خلقه وعلانيتهم، لأنه لا يستسرّ عنده شيء ولا يخفى”. وقال الخطابي: “السميع: هو الذي يسمع السر والنجوى، سواء عنده الجهر والخفوت، والنطق والسكوت”.
والسماع قد يكون بمعنى القبول والإجابة، فمن معاني “السميع”: المُستجيب لعباده إذا توجهوا إليه بالدعاء وتضرعوا، كقول النبي صلى الله عليه وسلم: (اللهمَّ إنِّي أعوذُ بك مِن علْمٍ لا ينفع، وعملٍ لا يُرفَع، ودعاءٍ لا يُسْمَع) رواه أحمد. قال الطيبي: “(ومِن دعاء لا يُسْمَع) أي: لا يُستجاب ولا يُعْتَد به، فكأنه غير مسموع”. وقال الشيخ ابن عثيمين: “ومن معاني السميع أنه سميع الدعاء، أي مجيب الدعاء، كما قال إبراهيم صلى الله عليه وسلم {إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاء}(إبراهيم:39)”.
وقال ابن القيم في قصيدته “النونية”:
وهو السميع يرى ويسمع كل ما في الكون مِنْ سرٍّ ومِنْ إعلانِ
ولكل صوت منه سمعٌ حاضرٌ فالسِرُّ والإعلان مستويانِ
والسمع منه واسعُ الأصواتِ لا يخفى عليه بعيدها والداني
وقد رد اسم الله عز وجل “السميع” في القرآن الكريم أكثر من أربعين مرة، وكذلك ورد أيضاً في الكثير من الأحاديث النبوية، ومن ذلك:
1 ـ قال الله تعالى: {فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}(البقرة:137). قال السعدي: “وعَد الله رسولَه أن يكفيه إياهم، لأنه السميع لجميع الأصوات، باختلاف اللغات، على تفنن الحاجات، العليم بما بين أيديهم وما خلفهم، بالغيب والشهادة، بالظواهر والبواطن، فإذا كان كذلك، كفاك الله شرهم”.
2 ـ قال سبحانه وتعالى: {قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}(المائدة:76). قال ابن كثير: “أي: فلِمَ عدَلْتُم عن إفراد السميع لأقوال عباده، العليم بكل شيء إلى عبادة جماد لا يسمع ولا يبصر ولا يعلم شيئا، ولا يملك ضرا ولا نفعا لغيره ولا لنفسه”.
3 ـ قال الله تعالى: {إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}(الإسراء:1). قال ابن كثير: “أي: السميع لأقوال عباده، مؤمنهم وكافرهم، مصدقهم ومكذبهم، البصير بهم فيعطي كلا ما يستحقه في الدنيا والآخرة”.
4 ـ وقال عز وجل: {مَا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ}(لقمان:28). قال الطبري: “إن الله سميع لما يقول هؤلاء المشركون ويفترونه على ربهم، من ادّعائهم له الشركاء والأنداد وغير ذلك من كلامهم وكلام غيرهم، بصير بما يعملونه وغيرهم من الأعمال، وهو مجازيهم على ذلك جزاءهم”.
5 ـ قال تعالى: {وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ}(سبأ:50). قال السعدي: “إن ربي {سَمِيعٌ} للأقوال والأصوات كلها {قَرِيبٌ} ممن دعاه وسأله وعبده”.
6 ـ قال عز وجل: {إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاء}(إبراهيم:39). قال الطبري: “يقول: إن ربي لسميع دعائي الذي أدعوه به”.
ومن الأحاديث النبوية الدالة على اسم الله “السميع”:
1 ـ عن أبَان بن عثمان قال: سمعتُ أبي يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما مِنْ عبدٍ يقول في صباح كل يوم ومساء كل ليلة: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات، فيضره شيء) رواه أبو داوود.
2 ـ عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: كنَّا مع النَّبي صلى الله عليه وسلم في سفَر، فكنَّا إذا علوْنا كبَّرنا، فقال صلى الله عليه وسلم: (أيها الناس! اربعوا على أنفسكم (ارفقوا بأنفسكم)، إنكم لا تدعون أصم ولا غائباً، ولكن تدعون سميعاً قريباً، إن الذي تدعون أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته) رواه مسلم. وفي رواية: (إنما تَدعونَ سميعاً بصيرا). قال ابن بطال: “قال المهلب: إنما نهاهم – والله أعلم – عن رفع الصوت إبقاء عليهم ورفقًا بهم، لأنهم كانوا في مشقة السفر فأراد: اكلفوا من العمل ما تطيقون وكان بالمؤمنين رحيمًا، ثم أعلمهم أن الله يعلم خفي كلامهم بالتكبير كما يسمع عاليه، لأنه سميع قريب”. وقال الشيخ ابن عثيمين: “فإنكم لا تدعو أصم ولا غائبا، إنما تدعون سميعا مجيبا قريبا، وهو الله عز وجل، لا يحتاج أن تجهدوا أنفسكم في رفع الصوت عند التسبيح والتحميد والتكبير، لأن الله تعالى يسمع ويبصر، وهو قريب جل وعلا مع أنه فوق السماوات، لكنه محيط بكل شيء جل وعلا”.
3 ـ عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: (الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات، لقد جاءت المجادِلة (خَوْلَة بنت ثَعلبة) إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأنا في ناحية البيت تشكو زوجها وما أسمع ما تقول، فأنزل الله: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا}(المجادلة:1)) رواه البخاري. وفي رواية: (تبارَكَ الَّذي وسِعَ سمعُهُ كلَّ شيءٍ، إنِّي لأسمع كلام خَولة بنت ثَعلبة ويخفَى علَيَّ بعضُه، وَهيَ تشتَكي زَوجَها إلى رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.. فما برِحَتْ حتَّى نزلَ جِبرائيل (جبريل) بِهَؤلاءِ الآيات: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ}). قال القسطلاني: “وقد عُلِم بالضرورة من الدين، وثبت في الكتاب والسُّنّة بحيث لا يمكن إنكاره ولا تأويله أن الباري تعالى سميع بصير وانعقد إجماع أهل الأديان بل جميع العقلاء على ذلك”. وقال الشيخ ابن عثيمين: “والله تعالى سمعها مِنْ على عرشه وبينه وبينها ما لا يعلم مداه إلا الله عز وجل، ولا يمكن أن يقول قائل: إن سَمْع الله مثل سمعنا”.
4 ـ عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: (اجتمع عند البيت ثلاثة نفر، قرشيان وثقفي، أو ثقفيان وقرشي، قليل فقه قلوبهم، كثير شحم بطونهم. فقال أحدهم: أترون الله يسمع ما نقول؟ وقال الآخر: يسمع إنْ جهرنا، ولا يسمع إنْ أخفينا. وقال الآخر: إن كان يسمع إذا جهرنا فهو يسمع إذا أخفينا. فأنزل الله تعالى: {وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَن يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصَارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ}(فصلت:22)) رواه البخاري. قال ابن هبيرة: “ومِن قلة فهم هؤلاء أنهم شبهوا الله تعالى بخَلْقِه مِن أنه يسمع جهر الأصوات دون سرها، ولذلك قال قائلهم: إن كان يسمع إذا جهرنا فإنه يسمع إذا أخفينا.. {وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ}(فصلت:23)، أي أهلككم جهلكم بالله سبحانه في تشبيهكم إياه بخلقه، وإنما أُتوا مِن قِبَل التشبيه، لأنهم قاسوا سمع الله سبحانه على سمع الآدمي الذي يسمع الجهر دون السر”. وقال الكرماني: “والمقصود من الباب إثبات علم الله تعالى والسمع، وإبطال القياس الفاسد في تشبيهه بالخلق من سماع الجهر وعدم سماع السر، وإثبات القياس الصحيح حيث شبه السر بالجهر لعلة أن الكل بالنسبة إليه تعالى سواء”.
5 ـ عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفتتح صلاته فيقول: (أعوذ بالله السميع العليم من الشَّيطانِ الرجيم) رواه أبو داود.

اترك تعليقاً