RCI : وعدت الحكومة الكندية مرة أُخرى بإطلاق استراتيجية لإفريقيا، وهو أمر بدا أنها تراجعت عنه خلال العام الماضي، فأعلنت عن سفارات جديدة ومشاريع تنموية وأمنية في القارة السمراء.
’’نريد تعاوناً أقوى مع الاتحاد الإفريقي نفسه وأيضاً علاقات ثنائية أقوى مع العديد من الدول الإفريقية‘‘، قالت وزيرة الخارجية ميلاني جولي اليوم في مؤتمر صحفي في تورونتو.
وكان إلى جانب جولي وزيرة التجارة الدولية ماري أنغ ووزير التنمية الدولية أحمد حسين اللذان التقى كلّ منهما نظراء له من الاتحاد الإفريقي.
’’نعمل على وضع استراتيجية جديدة تتعلق بإفريقيا نشارك فيها جميعاً‘‘، قالت وزيرة الخارجية الكندية، ’’وهذه بعض العناصر الأُولى التي تشكل جزءاً من استراتيجيتنا الجديدة لإفريقيا‘‘.
وقالت جولي في هذا الصدد إنّ كندا ستخصّص 54,4 مليون دولار لثلاث مبادرات رئيسية، من ضمنها مشاريع لبناء السلام ومنع نشوب النزاعات في السودان تهدف إلى حماية المدنيين في إقليم دارفور ودعم الناجين من العنف الجنسي.
وتتعلّق المبادرتان الأُخريان بالعمل مع الأمم المتحدة انطلاقاً من المملكة المغربية لمكافحة الإرهاب والتهديدات الإجرامية في غرب إفريقيا، بالإضافة إلى مشاريع لمكافحة التهديدات البيولوجية.
وقالت جولي أيضاً إنّ كندا ستفتتح سفارة جديدة في بنين في غرب إفريقيا ومفوضية سامية (سفارة) في زامبيا في جنوب القارة، كما أعلنت عن تعيين مبعوث خاص لكلّ إفريقيا ومبعوث خاص آخر لمنطقة الساحل الإفريقي لوحدها.
من جهتها كشفت الوزيرة أنغ أنّ كندا ستسمح قريباً برحلات جوية مباشرة من وإلى نيجيريا، كبرى دول إفريقيا من حيث عدد السكان، وأنها بدأت محادثات بشأن ترتيب مماثل مع غانا. كما أعلنت عن خطط للقيام بمهمة تجارية إلى القارة الإفريقية يُعلن عن موعدها لاحقاً.
أمّا الوزير حسين فقال إنّ كندا تعمل على وضع خطط لمساعدة الدول النامية على الانتقال من المساعدات الخارجية إلى إنشاء الأعمال، وكشف عن مشاريع بقيمة 176,6 مليون دولار في القارة الإفريقية تركّز على تمكين الشباب والنساء ومكافحة التغيرات المناخية.
وتقوم حكومة جوستان ترودو الليبرالية بتطوير ما أطلقت عليه في البدء، قبل قرابة ثلاث سنوات، تسمية ’’استراتيجية‘‘ لإفريقيا. وقلّصت المشروع العام الماضي وأسمته ’’إطار عمل‘‘، وفي آب (أغسطس) الفائت أطلقت عليه تسمية ’’نهج‘‘.
لكنّ جولي أوضحت اليوم أنه سيكون هناك بالفعل استراتيجية متكاملة لإفريقيا.
كما نشرت لجنة الشؤون الخارجية التابعة لمجلس العموم تقريرها حول التزام كندا تجاه إفريقيا بعد الاستماع إلى شهادات في هذا المجال منذ نيسان (أبريل).
وأوصت اللجنة بعشرات التدابير، من ضمنها زيادةُ التركيز على البلدان الناطقة بالفرنسية، ووضعُ قائمة علنية من الجداول الزمنية والأهداف للاستراتيجية الكندية لإفريقيا، والقيامُ بمراجعة للأنظمة المتَّبعة التي تحرم موظفي القطاع العام والطلاب الأفارقة من تأشيرات لزيارة كندا وهي أنظمة تعرضت لانتقادات واسعة.
وبالتزامن مع انعقاد المؤتمر الصحفي في تورونتو حول الاستراتيجية الكندية لإفريقيا، التقى رئيسُ الحكومة الكندية جوستان ترودو بعد ظهر اليوم برئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقيه محمد.
(نقلاً عن وكالة الصحافة الكندية، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)