RCI قالت نائبة رئيس الحكومة الكندية، وزيرةُ المالية كريستيا فريلاند، إنه مع تولي دونالد ترامب منصب الرئاسة في واشنطن ستكون للولايات المتحدة استراتيجية مفتوحة لخلق حالة من عدم اليقين الاقتصادي في دول أُخرى لتثبيط الاستثمار ’’في أيّ مكان آخر غير الولايات المتحدة‘‘.
’’علينا أن نكون صريحين بشأن واقع الإدارة الأميركية المقبلة‘‘، قالت فريلاند في مؤتمر صحفي يوم أمس، واصفةً إدارة ترامب بأنها قومية على الصعيد الاقتصادي وبفخر.
وقالت فريلاند إنّ هناك صراعاً عالمياً على رأس المال والاستثمار والوظائف التي يجلبانها، وإنّ على كندا أن تكون حازمة في سعيها لجذب رؤوس الأموال وتوجيه رسالة مفادها أنّ ’’كندا مكان رائع للاستثمار‘‘.
ووعدت فريلاند بالتحدّث بالتفصيل عن هذا الموضوع في البيان الاقتصادي الخريفي للحكومة الذي ستقدّمه يوم الاثنين.
وكان ترامب قد هدّد في 25 تشرين الثاني (نوفمبر) الفائت بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على كافة الواردات من كندا والمكسيك في اليوم الأول الذي يتسلّم فيه منصبَه، أي في 20 كانون الثاني (يناير) المقبل، ما لم تعمل هاتان الدولتان على إيقاف العبور غير القانوني للأفراد والمخدِّرات، لا سيما الفنتانيل، إلى الولايات المتحدة.
وتعمل حكومة جوستان ترودو الليبرالية في أوتاوا مع حكومات المقاطعات على تحديد أفضل السبل لمواجهة هذا التهديد.
ويوم الأربعاء اجتمع ترودو وفريلاند ووزير السلامة العامة الفدرالي دومينيك لوبلان برؤساء حكومات المقاطعات الكندية لهذه الغاية. وكان هذا الاجتماع الثاني من نوعه.
رئيس حكومة حزب المحافظين التقدميين في أونتاريو دوغ فورد، الذي يرأس حالياً مجلس الفدرالية الذي يضمّ رؤساء حكومات المقاطعات العشر والأقاليم الثلاثة، قال بعد الاجتماع إنّ كندا تستعد لفرض رسوم جمركية انتقامية إذا ما نفّذ ترامب تهديده.
وهدّد فورد أيضاً بتقييد صادرات الكهرباء من أونتاريو إلى خمس ولايات أميركية. كما طرح مسؤول في حكومته فكرة حظر مبيعات المشروبات الكحولية الأميركية.
لكنّ المقاطعات الأُخرى ليست كلها مستعدة لاتّباع نهج مماثل.
رئيسة حكومة حزب المحافظين المتحد في ألبرتا، دانييل سميث، قالت إنّ ’’ألبرتا لن توافق، تحت أيّ ظرف من الظروف، على قطع صادرات النفط والغاز‘‘ إلى الولايات المتحدة. وألبرتا في غرب كندا هي أغنى مقاطعات البلاد بالنفط.
رئيس الحكومة الليبرالية في نيوفاوندلاند ولابرادور، أندرو فوري، قال هو الآخر إنّ حكومته غير مهتمة بوقف تصدير الطاقة إلى الولايات المتحدة.
من جهته، لم يقل رئيس حكومة الحزب الديمقراطي الجديد في مانيتوبا (يساري التوجه)، واب كينو، بشكل مباشر ما إذا كانت مقاطعته ستهدّد بحجب صادرات الطاقة الكهرومائية إلى الولايات المتحدة.
رئيس حكومة حزب التحالف لمستقبل كيبيك فرانسوا لوغو قال إنّ على كندا ألّا تلجأ إلى التهديد رداً على تهديدات ترامب.
وأوضح رئيس حكومة كيبيك أنه اجتمع بترامب عشرَ دقائق في باريس نهاية الأسبوع الفائت على هامش مراسمِ إعادة افتتاح كاتدرائية ’’نوتردام‘‘، وأنه سأله ما إذا كان بالإمكان تجنّبُ الرسوم الجمركية وأنّ الرئيسَ الأميركيَّ المنتخّب أجابه بأنّ هذا ممكن إذا قامت كندا بتعزيز الأمن على الحدود المشتركة ولم يعد هناك مهاجرون غيرُ شرعيين يدخلون إلى الولايات المتحدة.
يُشار إلى أنّ فريلاند صرّحت في وقت سابق من الأسبوع الحالي بأنّ كندا ستتّبع نهج ’’فريق كندي‘‘ موحَّد في مواجهة تهديدات ترامب.
’’نحن نعلم أنّ هذه لحظة تحتاج فيها كندا إلى أن تكون قوية وذكية ومتحدة‘‘، قالت نائبة رئيس الحكومة الكندية.
(نقلاً عن وكالة الصحافة الكندية، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)