عربي بوست
عينة من النيزك الذي يحمل الماس السماوي / مواقع التواصل
أكد باحثون في دراسة حديثة وجود ما يسمى “الماس السماوي” بعد العثور عليه في سطح الأرض، وذلك في أعقاب مناقشات منذ وقت طويل حول حقيقة الحجر المسمّى أيضاً “لونسداليت”، وفق ما نقلته شبكة CNN الأمريكية.
يمكن للعملية الكيميائية الطبيعية التي يعتقد العلماء من خلالها أن حجر لونسداليت تشكَّل خلالها، أن تلهم طريقة لتصنيع مكونات صناعية فائقة التحمل، وفقاً لمؤلفي الدراسة التي نُشرت في 12 سبتمبر/أيلول 2022، بدورية “وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم” الأمريكية والمعروفة اختصاراً بـ”PNAS”.
يتميز حجر لونسداليت، بأن لديه صلابة وقوة تفوق تلك الموجودة في الماس العادي، وقد وصل هذا المعدن النادر إلى هنا عن طريق نيزك، وفقاً للدراسة.
جاء من عباءة كوكب قزم
بدأ الكشف عندما كان الجيولوجي آندي تومكينز، الأستاذ في جامعة موناش في أستراليا، بالخارج في مجال تصنيف النيازك. في حين قال آلان سالك، المؤلف المشارك في الدراسة، وهو طالب دكتوراه وباحث في المعهد الملكي للتكنولوجيا في ملبورن، إنه عثر على نوع غريب من الماس “منحنٍ” في صخرة فضائية في شمال غرب إفريقيا.
وأضاف سالك أن تومكينز وضع نظرية أن النيزك الذي يحمل لونسداليت جاء من عباءة كوكب قزم كان موجوداً منذ حوالي 4.5 مليار سنة.
من جانبه، قال بول أسيمو، أستاذ الجيولوجيا والكيمياء الجيولوجية في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا (لم يشارك في الدراسة)، إنه بفضل الأساليب المتطورة والإمكانيات المستقبلية، فإن الاكتشاف مثير.
تمكَّن الفريق من تحليل النيزك بمساعدة المجهر الإلكتروني وتقنيات السنكروترون المتقدمة، التي صنعت خرائط لمكونات الجسم الفضائي، بما في ذلك اللونسداليت والماس والغرافيت، وفقاً للدراسة.
يمكن أن يتكون الماس واللونسداليت بثلاث طرق؛ إما خلال الضغط العالي ودرجة الحرارة على مدى فترة طويلة من الزمن، وهذا هو شكل الماس على سطح الأرض، أو إثر صدمة اصطدام النيزك بسرعة فائقة، أو إطلاق أبخرة من الغرافيت المتكسر الذي من شأنه أن يعلَق على قطعة صغيرة من الماس ويبني عليها، بحسب قول أسيمو.
وأضاف أن طريقة تكوين المعدن يمكن أن تؤثر على حجمه. في الوقت الذي اقترح الباحثون في هذه الدراسة أن الطريقة الثالثة شكَّلت العينة الأكبر التي وجدوها، لافتاً إلى أن العثور على أكبر نموذج للونسداليت ليس مجرد شذوذ من الماس الآخر.
أكثر صلابة من الماس العادي
على صعيد آخر، قال سالك إن الماس العادي، مثل الماس الذي تراه في المجوهرات الراقية، مصنوع من الكربون وله بنية ذرية مكعبة. مضيفاً أن اللونسداليت مصنوع أيضاً من الكربون، لكن له هيكل سداسي غير عادي بدلاً من ذلك.
كما لفت سالك إلى أن الباحثين قد توصلوا إلى نماذج لهيكل اللونسداليت من قبل، وقد وضعوا نظرية أن الهيكل السداسي يمكن أن يجعله أكثر صلابة بنسبة 58% من الماس العادي.
ويمكن لهذه الصلابة أن تجعل من الماس الفضائي النادر مورداً ثميناً للتطبيقات الصناعية إذا تمكن العلماء من إيجاد طريقة لاستخدام طريقة الإنتاج الجديدة لإنتاج معادن كبيرة بما يكفي.
يشار إلى أن العلماء ناقشوا وجود اللونسداليت قبل وقت طويل من هذا الاكتشاف، حيث حدد العلماء أجزاء من المعدن لأول مرة في عام 1967، لكنها كانت دقيقة- حوالي 1 إلى 2 نانومتر، وهو أصغر ألف مرة مما عُثِرَ عليه في الاكتشاف الأخير، على حد قول سالك.
والآن بعد أن عرف العلماء عن هذا المعدن، فإن الاكتشاف يثير تساؤلاً حول ما إذا كان بإمكانهم تكراره.