199 جثة مجمدة تنتظر إعادة البعث
تغازل شركة تدعى “ألكور لايف إكستينشين فاونديشين” (Alcor Life Extension Foundation) في ولاية أريزونا الأمريكية، أحلام الخلود والعودة للحياة في المستقبل لمئات المرضى الذين راهنوا على التكنولوجيا المستقبلية التي ستعيدهم للحياة.
ويوجد داخل ثلاجات الشركة، 199 جثة مجمدة محفوظة بفضل النيتروجين السائل الذي يحافظ على الأجساد عند (-135) درجة مئوية، وهي درجة حرارة شديدة البرودة توقف جميع الوظائف الخلوية.
معظم زبائن الشركة من الحالمين بلم شمل العائلة في المستقبل، إضافة إلى الأغنياء وغريبي الأطوار.
فكرة التجميد والعودة للحياة، ظهرت مرات عديدة في أفلام الخيال العلمي، وهي مستوحاة من فكرة التحنيط عند قدماء المصريين، الذين برعوا في حفظ أجساد الموتى، ليكونوا مستعدين للحياة الأخرى.
واعترف الرئيس التنفيذي للشركة ماكس مور خلال مقابلة في فبراير 2020 أن شركته لا تعرف متى ستكون التكنولوجيا اللازمة متاحة لإيقاظ الموتى المجمدين.
ولكي تصبح عضواً في “ألكور” يجب على الشخص دفع رسوم سنوية تزيد على 200 دولار في سن 18 سنة مع زيادة الرسوم مع العمر الذي يختاره الشخص للتسجيل، وفقا لموقع إندبندنت.
ويجب على الشخص غير العضو الذي يرغب أحباؤه في تجميده دفع مبلغ إضافي قدره 200 ألف دولار، وإذا انتهى الأمر بشخص ما خارج الولايات المتحدة أو كندا وكان لا بد من استرداد رفاته، فتتم إضافة كلفة إضافية قدرها 10 آلاف دولار.
وفي مقابل 200 ألف دولار يمكن تخزين أجسادهم بالكامل في ثلاجة عالية التقنية، ولكن هناك خياراً لوضع الدماغ على الجليد فقط بسعر مخفض قدره 80 ألف دولار.
وتصف الشركة نفسها بأنها “شركة رائدة عالمياً في مجال علم وأبحاث وتكنولوجيا التجميد”.
وتقول الشركة إن بعض الناس يخزنون عقولهم فقط بينما يختار آخرون الاحتفاظ بأجسادهم بالكامل، وبعد وفاة الشخص يجب على الأطباء العمل بسرعة للحفاظ على الجسد وتخزينه.
ويأمل الأشخاص الذين تم تخزين أجسادهم بالكامل في أن يستيقظوا إذا ماتوا بالشكل نفسه.
وبحسب الشركة سيحتاج أولئك الذين يتم تخزين أدمغتهم إلى التكنولوجيا للتقدم إلى النقطة التي سيتم فيها إنشاء جسم جديد بالكامل ليتم وضعه فيه، وهناك بعض الحالات التي لا يمكن فيها تخزين الجثة، ومنها أن يعاني الشخص من إصابة شديدة قبل وفاته أو أن يوجد في مكان لا يمكن استرداده منه.
ويأمل مور في أن تكون هذه التكنولوجيا موجودة، واستشهد بالنجاح الأخير في أبحاث الخلايا الجذعية ونمو الأعضاء المصنعة في المختبر كبداية لتمهيد الطريق إلى الأمام.
كتب عالم الأحياء بجامعة “ماكجيل” الكندية الدكتور مايكل هندريكس عام 2015 أنه حتى مع وضع الجهاز العصبي للشخص قبل أن يتجمد، فإن من المستحيل استنساخ شخص بشكل كامل.
وأضاف، “توافر التكنولوجيا للقيام بذلك، ناهيك بالقدرة على قراءة هذه المعلومات مرة أخرى من مثل هذه العينة، وليست موجودة حتى الآن من حيث المبدأ”.
وقال إن قصص الأشخاص الذين اشتركوا في شركات مثل “ألكور” على أمل رؤية المستقبل وتجنب الخوف من الموت مفجعة.
ويخلص إلى أنه “لا يمكن لأي شخص عانى عدم تصديق فقدان أحد أفراد أسرته إلا أن يتعاطف مع شخص يدفع 80 ألف دولار لتجميد دماغه”.
ويضيف، “لكن الإنعاش أو المحاكاة أمل زائف يتجاوز ما وعدت به التكنولوجيا، وهو بالتأكيد مستحيل مع الأنسجة الميتة المجمدة التي توفرها صناعة التجميد”، متابعاً أن “أولئك الذين ينتفعون من هذا الأمل يستحقون غضبنا واحتقارنا”.