You are currently viewing اللهم بارك لنا فى شعبان وبلغنا رمضان

اللهم بارك لنا فى شعبان وبلغنا رمضان

الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا الله الا الله وحده لا شريك له ، وأشهد محمد رسول الله . عن عائشة رضى الله عنها قالت: كان أحب الشهور إلى رسول الله (ص) أن يصوم شعبان ثم يصله برمضان . قال ابن رجب :” أن الصيام فى شعبان كالتمرين على صيام رمضان ، لئلا يدخل فى صوم رمضان على مشقة وكلفة”. قالَ رسول الله صلـّى الله عليه وَسلـّم :” ذاكَ شهر يغـفلُ الناس عنهُ بين رجب وَ رمضان وهوَ شهر ترفع فيه الأعمال إلى ربّ العالمين وَ أحبّ أنْ يُرفعَ عملي وأنا صائم ” رواهُ النسائي وأحمد. وروى البخاري وَ مُسلم عنْ عائشةٍ رضيَ اللهُ عنها قالت : ” كانَ رسُول الله صلـّى الله عليه وَسلـّم يصوم حتى نقول لا يُفطر وَيُفطر حتى نقول لا يصوم وَما رأيتُ رسول الله صلّى الله عليه وَسلّم استكمل صيام شهر قطّ إلا شهر رمضان وَما رأيتهُ في شهر أكثر صياماً منهُ في شعبان “. يجب على المسلم معرفة شروط الصوم ليعبد ربه عز وجل على بصيرة ، ولتكون العبادة مقبولة يثاب عليها الصائم بعظيم الثواب. لقد كان الصوم مفروضاً فى الأمم السابقة قبل الإسلام لقوله تعالى :” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ “﴿183﴾ سورة البقرة. قال الله عز وجل :” كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لى وأنا أجزى به”. وقال رسول الله (ص) : ” إن فى الجنة باباً يقال له الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة” متفق عليه. كما قال عليه أفضل الصلاة والسلام :” الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة” رواه أحمد وغيره. أركان الصيام أربعة وهي : 1. النية 2. الإمساك عن الأكل والشراب 3. الزمان (من طلوع الفجر إلى غروب الشمس) 4. المسلم البالغ ،العاقل ، القادرعلى الصيام – فوائد الصيام : – فوائد روحية: يزيد فى النفس ملكة التقوى التي هي من أعظم أسرار الصوم ويعوْد الصبر ويقوي الإرادة ، خلو البطن من الطعام ينور القلب ويزيل قسوته ويهيئه للذكر – فوائد اجتماعية : يعوْد المسلمين النظام والاتحاد ، ينشر العدل والمساواة بين المسلمين ويُكوْن في المؤمنين الرحمة وينمي السلوك الحسن. يستحب للصائم أن يكثر من قراءة القرآن العظيم بخشوع وتدبر لأنه شهر القرآن حيث بدأ نزوله فيه. وكان الرسول (ص) وجبريل عليه السلام يتدارسان القرآن في رمضان. علينا بالاجتهاد فى ختم القرآن مرة أو مرتين بإذن الله خلال شهر رمضان . كذلك كثرة ذكر الله عز وجل والإكثار من الصدقة وقيام الليل والاعتكاف فى العشر الأواخر من رمضان فى المسجد والإقامة فيه. فكان رسول الله (ص) يعتكف فى العشر الأواخر من رمضان- وعلى المعتكف أن يشتغل فى النوافل كالصلاة وقراءة القرآن الكريم والإستغفار والدعاء وأن يجتنب ما لا يعنيه . الصيام من أعظم ما يُعين على محاربة الهوى ، وقمع الشهوات ، وتزكية النفس وإيقافها عند حدود الله تعالى. فالصائم يحبس لسانه عن اللغو والسباب ، والصوم يجعل المسلم يسارع في فعل الخيرات ، والإكثار من الصلاة وإيتاء الزكاة على وجهها الصحيح وجهاتها المشروعة. ويجتهد فى بذل الصدقات وفعل المشاريع النافعة. كذلك الصوم يحمل صاحبه تحصيل لقمة العيش على الوجه الحلال والبعد عن اقتراف الإثم والفواحش – إن شهر الصوم هو شهر الجهاد فى سبيل الله ، فكانت معظم انتصارات المسلمين فى هذا الشهر. ففي رمضان من السنة الثانية للهجرة انتصر الإسلام على الشرك في غزوة بدر الكبرى وفي نفس السنة فى رمضان فـُرضَت زكاة الفطر. وفي رمضان من السنة الخامسة كان استعداد المسلمين لغزوة الخندق . وفى رمضان فى السنة الثامنة للهجرة تم الفتح الأعظم “فتح مكة” . وفى رمضان في السنة التاسعة حدثت بعض أعمال غزوة تبوك. وفى رمضان السنة العاشرة بعث الرسول صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب على رأس سرية إلى اليمن – شهر رمضان المبارك هو شهر التوبة والغفران ، شهر تضاعف فيه الأعمال ، وتحط فيه الأوزار فجدوا فيه بالطاعات وبادروا فيه بالحسنات والتوبة والاستغفار. وفى الختام نسأل الله عز وجل أن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام وصالح الأعمال إنه سميع مجيب الدعاء ، اللهم اغفر لنا ذنوبنا وتوفنا مع الأبرار وأدخلنا الفردوس الأعلى بغير حساب ولا سابقة عذاب ، والصلاة والسلام على رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين ، والحمد لله رب العالمين –اللهم آمين – وإلى اللقاء

إعداد أم تامر المصـرى 

 

اترك تعليقاً