فيما لا تزال فرق الإنقاذ اللبنانية تبحث عن جثث أو أحياء تحت أنقاض المبنى الذي دمر وتحول ركاماً إثر غارة إسرائيلية طالته يوم الجمعة الماضي، انتشرت بين اللبنانيين فيديوهات تخطف القلوب لطفلة تبلغ من العمر 4 سنوات.
فقد اختفى أثر نايا غازي مع والدها منذ عصر الجمعة، تحت أنقاض ذلك المبنى، وسط أنباء متضاربة عنهما.
في حين تداول العديد من اللبنانيين على وسائل التواصل والواتساب، مقاطع مصورة للصغيرة وهي تقص شعرها، وأخرى بلباس أحمر في عيد الميلاد، متسائلين ما ذنب تلك الصغيرة.
ووسط انتشار الشائعات حول مقتل الصغيرة، خرجت أمها بقلب محروق، لتؤكد أمس السبت أن البحث لا يزال جارياً عنها وأن كافة الأخبار عن مقتل الطفلة ووالدها عارية عن الصحة.
37 قتيلا
يشار إلى أن غارة إسرائيلية كانت استهدفت مبنى في حي الجاموس بالضاحية الجنوبية لبيروت، إحدى المناطق الأكثر اكتظاظا في العاصمة اللبنانية، مخلفة 37 قتيلا، وسط توقعات بارتفاع تلك الحصيلة لا سيما أن البحث لا يزال جاريا عن جثث تحت الأنقاض.
إذ أعلنت وزارة الصحة اللبنانية أن حصيلة الغارة بلغت 37 قتيلا، بينهم “ثلاثة أطفال تبلغ أعمارهم ست سنوات وأربع سنوات وعشر سنوات”، وسبع نساء، فضلا عن 70 جريحا.
في حين قتل 16 من عناصر حزب الله كانوا مجتمعين أسفل المبنى، في طابق تحت الأرض، على رأسهم ابراهيم عقيل قائد وحدة الرضوان، فضلا عن أحمد وهبي.
وعقيل هو ثاني قائد عسكري بارز في حزب الله تقتله إسرائيل في الضاحية منذ تفجر الحرب في قطاع غزة يوم السابع من أكتوبر الماضي (2023)، بعد فؤاد شكر الذي اغتيل أواخر يوليو.
كما كانت واشنطن عرضت مكافأة مقدارها سبعة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عن عقيل الذي كانت تلاحقه لتورطه المفترض في تفجيرين في بيروت استهدفا مقري السفارة الأميركية والمارينز عام 1983 وأسفرا عن مقتل مئات الأميركيين.
وشكل هذا الاستهداف ضربة موجعة جديدة للحزب المدعوم إيرانياً، لاسيما أنه أتى بعد خرق أمني غير مسبوق على مدى يومي الثلاثاء والأربعاء، حيث تفجرت أجهزة بيجر و”ووكي توكي” يحملها عناصر حزب الله، ما أدى إلى مقتل العشرات وإصابة أكثر من 3000.
فيما توعد زعيم حزب الله برد حاسم وحساب عسير على ما وصفه بـ “الضربة الأليمة والقاسية وغير المسبوقة في تاريخ لبنان”، وفق تعبيره.