واشنطن – بندر الدوشي •
كلفت الحروب في أفغانستان والعراق وسوريا دافعي الضرائب الأميركيين أكثر من 1.57 تريليون دولار منذ 11 سبتمبر 2001، وفقًا لتقرير وزارة الدفاع في رسالته الأولى إلى القوات العسكرية الأميركية، قال القائم بأعمال وزير الدفاع (البنتاغون)، كريس ميللر، إنه “سئم الحرب”، وإن الوقت قد حان لإنهاء صراعات أميركا في الشرق الأوسط.
وتم تعيين ميللر يوم الاثنين في منصب وزير الدفاع بالإنابة في البنتاغون بعد فصل الرئيس، دونالد ترمب، المفاجئ لوزير الدفاع مارك إسبر. وقال ميللر: “في الواقع، كانت هذه المعركة طويلة، وتضحياتنا كانت هائلة، والكثيرون سئموا الحرب – أنا واحد منهم – ولكن هذه هي المرحلة الحاسمة التي نحول فيها جهودنا من دور قيادي إلى دور داعم”.
وأضاف “لسنا شعبا في حرب دائمة يجب أن تنتهي جميع الحروب، الولايات المتحدة على وشك هزيمة القاعدة وحلفائها، لقد واجهنا التحدي وقدمنا كل ما لدينا والآن، حان وقت العودة إلى الوطن”. وكلفت الحروب في أفغانستان والعراق وسوريا دافعي الضرائب الأميركيين أكثر من 1.57 تريليون دولار منذ 11 سبتمبر 2001، وفقًا لتقرير وزارة الدفاع. وبدأت الحرب في أفغانستان قبل 19 عاما واستمرت لتصبح أطول صراع أميركي. وكلفت دافعي الضرائب الأميركيين 193 مليار دولار، وفقًا للبنتاغون. ودشن ترمب حملته في عام 2016 بوعود أبرزها وقف “الحروب السخيفة التي لا نهاية لها” في الشرق الأوسط، وتوجه في تويتر الشهر الماضي ليعلن أن القوات الأميركية التي تخدم حاليًا في أفغانستان ستعود إلى الوطن بحلول عيد الميلاد.
وفي ذلك الوقت، لم يكن واضحًا ما إذا كان ترمب يصدر أمرًا عبر تغريدة أو يكرر وعد حملته منذ فترة طويلة، من أجل جذب الناخبين قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية. وفي وقت سابق من هذا العام، توسطت الولايات المتحدة في اتفاق سلام مع طالبان من شأنه أن يؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار ويقلل من تواجد عدد عناصر الجيش الأميركي البالغ عددهم حوالي 13000 إلى 8600 بحلول منتصف يوليو. وبحلول مايو 2021، ستغادر جميع القوات الأجنبية الدولة التي مزقتها الحرب.
ووجه ترمب في السابق البنتاغون لخفض القوة القتالية الأميركية في مناطق الصراع. وفي عام 2018، كتب ترمب على تويتر أن الولايات المتحدة ستسحب قواتها من سوريا، وهي الخطوة التي تسببت بصدمة في البنتاغون وساهمت جزئيًا في استقالة وزير الدفاع آنذاك، جيمس ماتيس. وفي وقت لاحق تراجع ترمب عن قراره الانسحاب من سوريا. وفي مايو دعا ترمب في تويتر إلى تقليص دور أميركا في أفغانستان إلى “قوة شرطة”، وليس “قوة قتالية”. وعندما سُئل ترمب عن التغريدة من قبل الصحافيين خلال حديث في البيت الأبيض، قال إن الولايات المتحدة يمكن أن تعود إلى أفغانستان إذا لزم الأمر. وقال في مايو (أيار) الماضي: “يمكننا دائمًا العودة إذا اضطررنا لذلك. إذا كان علينا العودة، فسوف نعود، وسنعود مستعدين”.