You are currently viewing جلسة عاصفة في مجلس الأمن.. روسيا تنفي التخطيط لغزو أوكرانيا وبايدن يحذرها من عواقب خطيرة

جلسة عاصفة في مجلس الأمن.. روسيا تنفي التخطيط لغزو أوكرانيا وبايدن يحذرها من عواقب خطيرة

عقد مجلس الأمن الدولي، اليوم الاثنين، جلسة عاصفة بشأن أوكرانيا تبادلت خلالها روسيا والولايات المتحدة الاتهامات بشأن التوترات الراهنة، في حين حذّر الرئيس الأميركي جو بايدن موسكو من عواقب خطيرة في حال حادت عن الدبلوماسية.

وبدعوة من واشنطن، عُقدت جلسة مجلس الأمن المفتوحة تحت بند التهديدات للسلم والأمن الدوليين لمناقشة التوتر بين أوكرانيا وروسيا على الرغم من تصويت روسيا والصين ضد انعقادها.

وقالت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد إن الوضع شرقي أوروبا عاجل وخطير، ودعت أعضاء مجلس الأمن إلى حماية أمن وسلام دولة عضو في الأمم المتحدة، في إشارة لأوكرانيا.

واتهمت غرينفيلد روسيا بأنها تعتزم رفع عدد جنودها في بيلاروسيا إلى 30 ألفا بحلول منتصف فبراير/شباط.

وعبّرت عن أملها في أن تسلك موسكو سبيل الدبلوماسية وليس التصعيد العسكري، ونفت أن تكون بلادها تسعى لإضعاف روسيا.

في المقابل، قال المندوب الروسي فاسيلي نيبنزيا إن اتهامات الغرب لبلاده بأنها ستغزو أوكرانيا خطيرة ولا دليل لها، مشيرا إلى تنفيذ عمليات انتشار مماثلة سابقا داخل الأراضي الروسية دون التسبب فيما وصفها بـ”هستيريا”.

وأضاف نيبنزيا أن مجلس الأمن في وضعية صعبة بسبب ما وصفها بهستيريا صنعها الغرب تجاه أوكرانيا.

بدوره، قال المندوب الصيني لدى الأمم المتحدة إنه لا يرى الانتشار العسكري الروسي تهديدا لأوكرانيا، مضيفا أنه يجب التخلي عما وصفها بعقلية الحرب الباردة في التعامل مع هذا الملف.

وتتهم الولايات المتحدة ودول غربية وأوكرانيا، روسيا بنشر نحو 100 ألف جندي، وأعداد كبيرة من الآليات، ومنظومات صاروخية بينها منظومة “إس-400” (S-400) قرب حدود جارتها الغربية استعدادا لمهاجمتها.

لكن موسكو تنفي ذلك، وتعدّه مجرد دعاية غربية، وتتهم كييف -في المقابل- بالتحضير لعملية عسكرية ضد الانفصاليين الموالين لموسكو في إقليم دونباس (شرقي أوكرانيا).

بايدن هدد روسيا في السابق بعقوبات قاسية إذا هاجمت أوكرانيا (رويترز)

 

عواقب خطيرة

وبالتزامن مع جلسة مجلس الأمن في نيويورك، توعد الرئيس الأميركي جو بايدن روسيا بعواقب قاسية وخطيرة إن هي أقدمت على غزو أوكرانيا.

وقال بايدن إن الولايات المتحدة وحلفاءها سيواصلون الانخراط بحسن نية في الجهود السياسية إذا أبدت روسيا استعدادا حقيقيا للحوار بشأن معالجة المخاوف الأمنية للغرب.

وأضاف أن واشنطن وحلفاءها يواصلون الاستعداد لأي سيناريو ستُقْدم عليه روسيا في أوكرانيا، مشيرا إلى أن العالم يجب أن يكون مستعدا للرد على أي خطوات تقوم بها روسيا.

من جهتها، أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي أن واشنطن أعدت عقوبات تستهدف أشخاصا ينتمون إلى الدائرة المقربة من الكرملين ولهم علاقات مالية وثيقة مع دول غربية، مشيرة إلى أن ذلك جزء بسيط من عقوبات أشد ستُفرض على روسيا في حال غزت أوكرانيا.

وكانت صحيفة “وول ستريت جورنال” (The Wall Street Journal) ذكرت أمس الأحد أن مشرّعين من الحزبين الديمقراطي والجمهوري في مجلس الشيوخ الأميركي يقتربون من الاتفاق على قانون لفرض حزمة عقوبات اقتصادية على روسيا إذا غزت أوكرانيا.

وأشار رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي بوب مينينديز إلى مشروعي قانون يستهدفان فرض “عقوبات ضخمة” على أكبر البنوك الروسية.يو 03 minutes 27 seconds03:27

عقوبات بريطانية وتحذير روسي

وفي لندن، أعلنت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس مساء اليوم الاثنين أن الحكومة ستقدم مشروع قانون جديدا يرمي إلى تشديد حزمة العقوبات التي يمكن للندن أن تفرضها على روسيا إذا هاجمت أوكرانيا.

وقبل ذلك بساعات، قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية (الكرملين)، ديمتري بيسكوف، إن التهديد بالحجز على الممتلكات الروسية في بريطانيا إشارة خطيرة لروسيا وللأعمال الدولية، مؤكدا أن موسكو سترد على العقوبات البريطانية لدى اتخاذها.

من جهته، قال السفير الروسي لدى بريطانيا إن بلاده ستتخذ إجراءات مضادة لعقوبات لندن المحتملة، مضيفا أنه لا يمكن تحسين العلاقات بين البلدين على قاعدة التهديدات.

وتشمل العقوبات البريطانية الإضافية تجميد الأصول، وحظر السفر على الأفراد والمؤسسات الروسية ذات الأهمية الإستراتيجية، وفق تقييم الحكومة البريطانية.

وأشارت مصادر في الحكومة البريطانية إلى أن تجميد الأصول قد يشمل شركات النفط الروسية، باعتبارها مصدرا رئيسيا لعائدات الكرملين، وفق تعبيرها.

القطاعات المستهدفة

ومع تزايد الحديث في كل من واشنطن ولندن عن تحضيرات لفرض عقوبات على روسيا إذا غزت أوكرانيا، تم تداول سلسلة من العقوبات المحتملة على نطاق واسع، وفي مقدمها فرض قيود على قطاع الطاقة الروسي الذي يعدّ أحد أعمدة الاقتصاد الروسي.

ثم يليها في الخيارات فرض قيود مالية واستبعاد روسيا من نظام التحويل المعروف بـ”سويفت” وهو ما سيجعل من الصعب على البنوك الروسية القيام بأعمال تجارية مع الخارج.

يضاف إلى ذلك منع روسيا من التعامل بالدولار الأميركي وهو ما سيؤثر على عمليات بيع النفط والغاز حيث يمثل الغاز الروسي على سبيل المثال أكثر من 40% من الورادات الأوروبية.

والهدف المحتمل الآخر هو البنوك الروسية وإمكانية وضعها على القائمة السوداء الغربية، مما سيجعل التعامل معها في غاية الصعوبة.

ومن بين الخيارات المتداولة فرض عقوبات على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نفسه، وهو خيار ردّت عليه موسكو بالتحذير من أن يؤدي إلى ما سمته آثارا مدمرة.مدة الفيديو 02 minutes 21 seconds02:21

حراك دبلوماسي

في هذه الأثناء، قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون اليوم الاثنين إنه سيبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في مكالمتهما الهاتفية المرتقبة هذا الأسبوع، أن الجميع بحاجة إلى التراجع عن حافة الهاوية، وأن أي اجتياح لأوكرانيا سيمثل كارثة مطلقة لروسيا والعالم.

ووفقا لصحيفة “ذا ميرور” (The Mirrorr) البريطانية، ينتظر أن يزور جونسون غدا الثلاثاء كييف للقاء الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وسترافقه وزيرة الخارجية ليز تروس التي تسافر لاحقا إلى موسكو للقاء نظيرها الروسي سيرغي لافروف.

وفي إطار التحركات الدبلوماسية الرامية إلى نزع فتيل مواجهة محتملة، من المقرر غدا الثلاثاء إجراء اتصال هاتفي بين لافروف ونظيره الأميركي أنتوني بلينكن.

وفي مقابل الاتهامات الغربية لموسكو بالتمادي في التصعيد العسكري على حدود أوكرانيا، دعت الرئاسة الروسية اليوم الولايات المتحدة إلى وقف ما سمتها “الهستيريا”، وتصعيد التوتر في الملف الأوكراني.

وانتقد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف ما وصفها بالمعلومات غير المؤكدة والمتعمّدة والاستفزازية بشأن ما يحدث في أوكرانيا، قائلا إن الهستيريا التي أطلقتها واشنطن تنتج مثيلا لها في أوكرانيا، على حد تعبيره.

المصدر : الجزيرة + وكالات

اترك تعليقاً