انبعاثات الكربون من منشأة لاستخراج النفط من الرمال الزفتية تابعة لشركة ’’سينكرود‘‘ في فورت ماكموري في شمال شرق مقاطعة ألبرتا في غرب كندا (أرشيف).
الصورة: LA PRESSE CANADIENNE / JASON FRANSON
RCI
قدّمت الحكومة الكندية خطة مفصلة للحدّ من غازات الاحتباس الحراري لعام 2030 في مؤتمر أميركا الشمالية حول المناخ والاستدامة، ’’منتدى العالم 2022‘‘ (Globe Forum 2022).
وألقى أمس رئيس الحكومة جوستان ترودو الخطاب الافتتاحي في هذا المنتدى المنعقد في مدينة فانكوفر الكندية على ساحل المحيط الهادي والذي تتواصل أعماله حتى يوم غد الخميس 31 آذار (مارس) (نافذة جديدة).
وكان برفقة ترودو وزيرُ البيئة ستيفن غيلبو ووزير الموارد الطبيعية جوناثان ويلكينسون.
وفي خطابه تناول رئيس الحكومة الكندية أولاً الوضع في أوكرانيا وأوضح أن جميع رؤساء الدول الأوروبية الذين تحدث إليهم مؤخراً يريدون إنهاء اعتمادهم على الوقود المستورد من روسيا وتسريع انتقالهم نحو الطاقات النظيفة.
يمكن لكندا أن تلعب دوراً مهماً في هذا التحوّل (إلى الطاقات النظيفة). لا يتعين علينا الاختيار بين اقتصاد قوي وبيئة صحيةنقلا عن جوستان ترودو، رئيس الحكومة الكندية
رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو ملقياً أمس الخطاب الافتتاحي في ’’منتدى العالم 2022‘‘.
الصورة: RADIO-CANADA / KEN LEEDHAM
وقال ترودو إنه إذا كان في السابق يُنظر إلى مكافحة التغيرات المناخية على أنها مسؤولية اجتماعية، أدرك الكثيرون أنّ العمل المناخي والاقتصاد يمكن لهما أن يسيرا جنباً إلى جنب.
’’لقد وضعنا ثمناً للتلوث، قاتلنا حتى بلغنا المحكمة العليا من أجل هذا الحق، وبالتالي هناك الآن المزيد من المال في جيوب الكنديين والمزيد من الهواء النظيف‘‘، قال ترودو.
’’لم نعد بحاجة إلى إقناع الناس بالحاجة الملحّة للعمل. السبب الرئيسي للاحتباس الحراري هو انبعاثات الكربون. لكنّ واجب التحرك يمكن أن يحفّز الاقتصاد ويخلق فرص العمل على حدّ سواء‘‘، قال من جهته وزير البيئة الكندي، ستيفن غيلبو، وهو ناشط بيئي سابق.
وكأمثلة على الآثار المدمرة للاحتباس الحراري، ذكر الوزير غيلبو حرائق الغابات العديدة التي اجتاحت مقاطعة بريتيش كولومبيا الصيف الماضي، ومن ضمنها الحرائق التي قضت على قرية ليتون (Lytton)، والفيضانات الكارثية.
وزير البيئة الكندي ستيفن غيلبو مقدماً الخطة الكندية لخفض الانبعاثات لعام 2030 أمام ’’منتدى العالم 2022‘‘ في فانكوفر.
الصورة: LA PRESSE CANADIENNE / CHAD HIPOLITO
الخطة
وقدّم الوزير غيلبو الخطة الكندية لخفض الانبعاثات لعام 2030 أمام المنتدى. وتتضمّن الخطة استثماراً من الحكومة الفدرالية بقيمة 9,1 مليارات دولار على أمل تخفيض انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 40% إلى 45% خلال السنوات الثماني المقبلة وبلوغ الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
وتتوقع الخطة أن تخفّض صناعة النفط والغاز انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 31% مقارنة بمستويات عام 2005 (42% مقارنة بمستويات عام 2019) بحلول عام 2030 إذا أرادت كندا بلوغ أهدافها الجديدة.
كما تتوقع الحكومة الفدرالية في خطتها أن تكون الانبعاثات المرتبطة بالكهرباء قريبة من الصفر بحلول نهاية العقد الحالي. لكن الأمر سيستغرق وقتاً أطول لتسجيل تقدم حقيقي في قطاع النقل.
وتتضمن الخطة تدابير تستهدف الاقتصاد بكليته، من بينها تسعير الكربون وأنواعُ الوقود النظيف، بالإضافة إلى تدابير مستهدَفة لكل قطاع، كالمباني والمركبات والصناعة والزراعة.
وتعَدّ الخطة التزاماً قانونياً بموجب قانون المساءلة في مجال الحياد الكربوني الذي أقرته حكومة ترودو الليبرالية العام الماضي.
وكان من المقرر تقديم الخطة نهاية كانون الأول (ديسمبر) الفائت، لكنّ وزير البيئة استخدم بنداً يسمح له بطلب إرجاء مدته ثلاثة أشهر.
(نقلاً عن تقرير لدومينيك ليفيك على موقع راديو كندا، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)