تحية إلى غزة من الشاعر… احمد مطر

قصيدة

تحية إلى غزة من الشاعر...
احمد مطر

إعداد/ السيد نصر

الشاعر أحمد مطر

من قلبي أنا إلى أهل غزة... إلى المحاصرين تحت النار... إلى المضيعين بين شجب واعتراض وانكسار... إلى وطني إلى أهلى... إلى أرض خزت من عزها الأمم... يا أهل غزة أنتم الأعلون ...فلا تركعوا

يا أهل غزة
حملتم السلاح عنا
فأنتم العزة
يا أهل غزة
ما تقاعسنا لحظة عنكم
أنتم الأهل والأصحاب
ولكنا منعنا بسوط العذاب
أن نعبر إليكم
نحبكم يا أهل أرض قطعت منّا
من قلبنا
من عرضنا
يا أهل غزة
ألا يكفيكم أن الله أختاركم للشهادة وأختارنا للهو واللعب؟

************
شعر أحمد مطر… تحية إلى أهل غزة

ارفعوا أقلامَكمْ عنها قليلا
واملأوا أفواهكم صمتاً طويل
الا تُجيبوا دعوةَ القدسِ
وَلَوْ بالهَمْس
ِكي لا تسلبوا أطفالها الموت النَّبيلا!
دُونَكم هذي الفَضائيّات
ُفاستَوْفوا بها (غادَرَ أوعادَ)
وبُوسوا بَعْضَكُم
ْوارتشفوا قالاً وقيلا
ثُمَّ عُودوا… وَاتركوا القُدسَ لمولاها
فما أَعظَم بَلْواها
إذا فَرَّتْ مِنَ الباغي
لِكَيْ تلقى الوكيلا!

* * *
طَفَحَ الكَيْ
لُوَقدْ آن لَكُم
ْأَنْ تسَمعوا قولا ًثقيلا:
نَحنُ لا نَجهلُ منْ أَنتُم
غَسلناكُمْ جميعا وَعَصرناكُم
ْوَجَفَّفنا الغسيلا
إِنَّنا لَسْنا نَرى مُغتصِبَ القُدْسِ
يهوديّاً دخيل
افَهْو لَمْ يَقْطَعْ لنا شبراً مِنَ الأَوْطان
ِلو لَمْ تقطعوا من دُونِهِ عَنَّا السَّبيلا
أَنتُمُ الأَعداء
ُيا مَنْ قد نَزعْتُمْ صِفَةَ الإنسان
مِنْ أَعماقِنا جيلاً فَجيلا
واغتصبتُمْ أرضَنا مِنَّا
وكُنْتُمْ نِصفَ قَرْن
ٍلبلادِ العُرْبِ مُحتلاًّ أصيلا
أنتُمُ الأَعداءُ يا شُجعانَ سِلْمٍ
زَوَّجوا الظُّلْمَ بظُلْم
ٍوَبَنَوا للوَطَنِ المُحتلِّ عِشرينَ مثيلا!

* * *
أَتعُدُّونَ لنا مؤتمراً!
كَلاَّ كَفى
شكرأً جزيلا
لا البياناتُ سَتَبْني بَيْنَنا جِسرا
ًولا فَتْلُ الإداناتِ سَيُجديكمْ فتيلا
نَحنُ لا نَشْري صراخاً بالصَّواريخ
ِولا نَبتاعُ بالسَّيفِ صَليلا
نَحنُ لا نُبدِلُ بالفُرسانِ أقنانا
ًولا نُبْدِلُ بالخَيْلِ صَهيلا
نَحنُ نرجو كلَّ من فيهِ بَقايا خَجلٍ
أَنْ يَستقيلا
نَحْنُ لا نَسْأَلكُمْ إلاّ الرَّحيلا
وَعلى رَغْم القباحاتِ التي خَلَّفتُموها
سَوْفَ لن ننسى لَكُمْ هذا الجميلا!

* * *
ارحَلوا…
أمْ تَحسبونَ الله
َلم يَخلقْ لنا عَنْكُمْ بَديلا؟!
أَيُّ إعجازٍ لَديكُمْ؟
هل مِنَ الصَّعبِ على أيِّ امرئٍ
أن يَلبسَ العار
َوأنْ يُصيحَ للغربِ عَميلا؟!
أَيُّ إنجازٍ لَديكُمْ؟
هل من الصَّعبِ على القِرْد
ِإذا ما مَلكَ المِدْفَعَ
أن يَقْتلَ فِيلا؟!
ما افتخارُ اللِّص بالسَّلب
ِوما مِيزَهُ من يَلبُدُ بالدَّرب
ِليغتَال القَتيلا؟!

* * *
احمِلوا أَسْلِحَةَ الذُّلِّ وولُّوا
لتَرَوا
كيفَ نُحيلُ الذُّلَّ بالأحجار عِزّا
ًوَنُذِلُّ المستحيلا.

الإنذار الأخير .. أحمد مطر

يا أيُّها البَرامِكَهْ :
مَن وََضَعَ السِّتْرَ لَكُمْ
بِوُسْعهِ أن يَهتِكهْ .
وَمَن حَباكُمْ بِدَمٍ
مِن حَقِّهِ أن يَسفِكَهْ .
قد تَركَ الماضي لكم عَبْرَتَهُ
فلتأخُذوا العِبْرَةَ مِمّا تَركَهْ .
أَنتُمْ على الأرضِ ..
فكونوا بَشَراً
واشترِكوا في حُلْوِنا وَمرِّنا
وأشركونا مَعكُمْ في أَمْرِنا
مِن قَبل أن تضطَّركُمْ
سِياطُ أَمْرِ (الأَمْركَهْ) .
أو فارجعوا إلى السّماواتِ العُلى
إذا زَعَمتُمْ أَنّكُمْ مَلائكهْ !

* * *
الآنَ ما عادَ لَكُمْ
أن تُوجِزوا أصواتَنا
بِقَرقَعاتِ التَّنَكَهْ
أو تَحلبوا النُّورَ لَنا
مِنَ اللّيالي الحالِكَهْ .
عُودوا إلى الواقِعِ كي لا تَقَعُوا
وَحاوِلوا أن تسمَعوا وأن تَعُوا :
كُلُّ الثّراءِ والثّرى
مِلْكَُ لَنا
وكُلُّكُمْ مُوظّفونَ عِنْدَنا.
فَلْنَمشِ في مُعتَركِ السَّلْمِ مَعَاً
كي تَسْلَموا مِنّا بِوَقتِ المعركهْ .
أَمّا إذا ظَلَّ قُصارى فَهْمِكُمْ
لِفكرةِ المُشارَكَهْ
أن تجعلوا بلادَنا شَراكَةً ما بينَكُمْ
وَتجعلونا خَدَماً في الشّركَهْ
وتُورِثوها بَعَدكُمْ
وتُورِثونا مَعَها كالتَّركَهْ
فَلْتبشِروا بالتَّهْلُكَهْ !
وَإن تَناهَتْ قِسمةُ الأدوارِ
فيما بَينَنا
أن تأخُذوا القاربَ والبَحْرَ لكُمْ
والشَّبَكَهْ
وَتَمنحونا، كَرَماً، في كُلِّ عامٍ سَمَكَهْ
فَلْتَبشِروا بالتهلُكهْ !
وإن غَدا الإصلاحُ في مَفهومِكُمْ
أن تُلصِقوا طَلْسَمَ (هاروتَ وماروتَ)
علي عُلْبة سَرْدينٍ
لِتَغدو مَمْلكَهْ ..
فلتبشِروا بالتَّهلُكَهْ !

* * *
في ظِلِّكُمْ لَمْ نكتَسِبْ
إلاّ الهَلاكَ وَحْدَهُ :
أجسادُنا مُنهَكةَُ
أرواحُنا مُنتهَكَهْ.
خُطْواتُنا مُرتبكه ْ.
أوطانُنا مُفكّكَهْ .
لا شَيءَ نَخشى فَقْدَهُ
حِينَ تَحُلُّ الدَّرْبكَهْ .
بَلْ إنّنا
سَنشكُرُ الَموتَ إذا مَرَّ بِنا
في دَرْبهِ لِنَحْرِكُمْ !
فَكُلُّ شَرٍّ في الدُّنا
خَيْرَُ.. أَمامَ شَرِّكُمْ
وَبَعْدَ بَلْوانا بِكُمْ ..
كُلُّ البَلايا بَركَهْ !

اترك تعليقاً