من إعداد مي أبو صعب |
اعتاد تلاميذ مدرسة ويست رويالتي الابتدائيّة في مقاطعة جزيرة برنس إدوارد على سماع النشيد الوطني على وقع مكبّرات الصوت في مدرستهم وأدائه صباح كلّ يوم. ولكنّ جائحة كوفيد-19 فرضت تداعياتها في أكثر من مجال، ولم يعد الغناء مسموحا لأسباب تتعلّق بإرشادات التباعد الجسدي والوقاية. وكانت مراجع صحيّة قد تحدّثت عن انتقال عدوى كوفيد-19 من خلال الرذاذ الذي يخرج من الفم أثناء السعال والعطس والغناء والكلام، وأيضا بواسطة الهباء الجوّي.
وقرّر تلاميذ مدرسة ويست رويالتي الابتدائيّة في مقاطعة جزيرة برنس إدوارد تعلّم لغة الإشارة، لأنّ مساحة قاعات الصفّ لا تكفي للإبقاء على مسافة مترين بين كلّ تلميذ. وأصبح بإمكانهم المشاركة في النشيد الوطني من خلال تعلّم لغة الإشارات الأميركيّة.
وتقول ساندي زنك أستاذة الموسيقى إنّ هذه السنة مختلفة عن سواها، ولم يكن من الممكن الغناء لتعذّر احترام التباعد الجسدي داخل قاعة الصفّ. ولكنّ فكرة تعلّم لغة الإشارة الأميركيّة غيّرت الوضع وأصبح بإمكان التلاميذ أن ينشدوا النشيد الوطني بأمان من العدوى. “من المهمّ حسب اعتقادي أن يكون التلاميذ قادرين على التواصل بلغة أخرى وأن يكونوا يعرفوا أنّ هناك أطفالا لا يسمعون، وأنّ بإمكان كلّ الأطفال أن ينشدوا نشيد أيا كندا حتّى في الأوقات التي يكون الغناء فيها غير مسموح”: ساندي زنك أستاذة الموسيقى في مدرسة ويست رويالتي. وانطلقت فكرة أداء النشيد الوطني بلغة الإشارة بمناسبة يوم الذكرى الذي يصادف كلّ سنة في الحادي عشر من تشرين الثاني نوفمبر. وتكرّم كندا في هذا اليوم المحاربين القدامى ويستذكر الكنديّون تضحيات الجنود الذين سقطوا خلال الحربين العالميّتين الأولى والثانية، وفي ومهمّات السلام التي شاركت كندا فيها حول العالم. وتقول ساندي زنك إنّها طبّقت فكرة أداء النشيد بلغة الإشارة مع تلاميذ المرحلة الخامسة الابتدائيّة. وقرّرت على ضوء النجاح الذي حقّقته، توسيع نطاقها ليشمل كافّة تلاميذ المدرسة الذين يتجاوز عددهم 500 تلميذ.
وتضيف أنّ بعض التلاميذ تعلّموا أن يغنّوا “عيد ميلاد سعيد” بلغة الإشارة، لتهنئة رفاقهم في يوم ميلادهم. وتعرب عن سرورها لأنّ الغناء بلغة الإشارة يتيح البقاء على تواصل مع الآخرين دون الغناء بالطريقة العاديّة، وهو أمر مهمّ بالنسبة لها ولكلّ أساتذة الموسيقى كما قالت. ومن الممكن أن تجمع لغة الإشارة الناس بين بعضهم البعض في مناسبات مثل أعياد الميلاد و المناسبات التي تتمّ فيها تأدية النشيد الوطني النشيد الوطني كما قالت أستاذة الموسيقى ساندي زنك.
و النشيد الوطني الكندي متوفّر بنسختين فرنسيّة وانجليزيّة، وهما اللغتان الرسميّتان في كندا. وتمّت ترجمته إلى العربيّة، وأدّته وأدّته عام 2015 مغنّية السوبرانو الكنديّة اللبنانيّة ميريام خليل باللغات الثلاث. وأطلق المبادرة معهد الأبحاث الكندي العربي في تورونتو بمناسبة عيد كندا الوطني الذي يصادف مطلع تمّوز يوليو. وفي عام 2019، أدّت مراهقة من مقاطعة ألبرتا النشيد الوطني الكندي بلغة السكّان الأصليّين من أمّة الكري، في مستهلّ مباراة بيسبول جرت في مركز روجرز في تورونتو يوم السبت الذي سبق عيد كندا الوطني.
(سي بي سي/ راديو كندا الدولي)