من إعداد مي أبو صعب |
تستعدّ مجموعة من الجنود الكنديّين لتمضية عيد الميلاد في عدد من محميّات السكّان الأصليّين النائية الواقعة في بعض المقاطعات الكنديّة. وينتشر حاليّا الجنود المجهّزون بمعدّات الوقاية والخيم والمواد الغذائيّة في ستّ مناطق نائية في شمال مقاطعات أونتاريو و مانيتوبا و سسكتشوان و ألبرتا. ويترأّس البريغادير جنرال وليام فليتشر العمليّة العسكريّة لمكافحة الجائحة في المنطقة الممتدّة من ثاندر باي في شمال أونتاريو حتّى جزيرة فانكوفر في الغرب الكندي والعمليّات العسكريّة في مقاطعات البراري في وسط غرب البلاد. ويقول البريغادير جنرال إنّ الجنود تلقّوا التأهيل والتوعية على الخصوصيّات الثقافيّة للسكّان الأصليّين ، ويشير إلى الدور المهمّ الذي لعبه الجنود من أبناء السكّان الأصليّين في تأهيل رفاقهم على العمل في المحميّات.
ولم يتخيّل فليتشر يوما كما قال في حديث إلى سي بي سي، القسم الإنجليزي في هيئة الإذاعة الكنديّة، “أننا سنجد أنفسنا في هذه الحالة”، وأضاف بأنّ القوّات المسلّحة تعمل بالتعاون مع المقاطعات على تحديد المناطق التي يكون انتشار الجنود ضروريّا فيها. ولم يحدّد البريغادير جنرال فليتشر عدد المناطق التي قد تحتاج للمساعدة من قبل القوّات المسلّحة، مشيرا إلى أنّ الجنود يتابعون الوضع عن كثب. وشارك الجنود في دورات تأهيل مختلفة في حالات الوباء كما قال فليتشر، تبعا للمهمّات الموكلة إليهم. وشارك الجنود في عمليّات توعية على ثقافات السكّان الأصليّين دون أن يعني ذلك أنّ كلّ واحد من الجنود المنتشرين في المحميّات حصل على هذا التأهيل.
وكان 55 جنديّا قد انتشروا في وقت سابق من الشهر الجاري في محميّة شاماتاوا النائية الواقعة في شمال مقاطعة مانيتوبا، والتي لا يمكن الوصول إليها إلّا بالطائرة. وانتشر الجنود تلبية لدعوة زعيم السكّان الأصليّين في المحميّة إريك ردهيد الذي طلب المساعدة بعد أن أظهرت اختبارات الكشف عن الفيروس نتائج إيجابيّة لدى ربع سكّان المحميّة كما قال ريدهيد. وتنقّل الجنود على المنازل لإجراء اختبارات الكشف عن الفيروس للمقيمين فيها والوقوف على أوضاعهم. وأثنى الزعيم إريك ريدهيد على عمل الجنود وقال إنّ “الجيش كان يُستخدم في السابق ضدّ السكّان الأصليّين، وهو اليوم يُستخدم لمساعدة السكّان الأصليّين”.
وكانت وزارة الدفاع قد طلبت منذ بداية فصل الخريف من فرق الجيش وفرق العمل المشتركة في مختلف أنحاء كندا، التأكّد من عدد جنود الاحتياط والعاملين بدوام جزئي القادرين على الانتشار لتقديم المساعدة في مقاطعات البراري التي تواجه ارتفاعا في عدد حالات كوفيد-19. وحشدت القوّات المسلّحة 8 آلاف جندي من قوّات الاحتياط خلال الموجة الأولى من الفيروس الربيع الماضي في إطار عمليّة ضخمة تحسّبا لتلبية طلبات المساعدة في التصدّي للجائحة ، ولا سيّما في مراكز الرعاية الطويلة الأمد.
وانتشر ما يزيد على 1500 جندي في عدد من هذه المراكز في مقاطعتَي أونتاريو وكيبيك في إطار عمليّة الليزر، وهي التسمية التي أُطلقت على المهمّة العسكريّة لاحتواء الجائحة التي أعدّتها الحكومة الكنديّة. ويحرص الجنود الكنديّون كما قال البريغادير جنرال وليام فليتشر، على ألّا يشكّل انتشارهم عبئا اقتصاديّا على المناطق التي ينتشرون فيها حاليّا، وهم مستعدّون للإقامة تحت الخيم في شكل من أشكال التقشّف لهذه الغاية. ولا يخطّط الجنود لإقامة مستشفيات ميدانيّة في المناطق النائية خلال فصل الشتاء الحالي، إلّا إذا كانت الأوضاع خطيرة لدرجة تستدعي إقامتها، وفي حال استنفاد كلّ الموارد التي توفّرها الحكومة الكنديّة والحكومات المحليّة في المقاطعات كما قال البريغادير جنرال وليام فليتشر.
(راديو كندا/ سي بي سي/ راديو كندا الدولي)