من إعداد مي أبو صعب |
تعاني مقاطعة ألبرتا على غرار العديد من المقاطعات الكنديّة، ارتفاعا في عدد حالات الإصابة والاستشفاء والوفاة بسبب مرض كوفيد-19 الذي يؤدّي إليه فيروس كورونا المستجدّ. واتّخذت الحكومات إجراءات وقاية إضافيّة، وأعلن البعض منها الإغلاق العام خلال مرحلة الأعياد للحدّ من انتشار العدوى. وتتابع السلطات الأوضاع عن كثب وتؤكّد على أهميّة الامتثال للإجراءات الوقائيّة مغبّة التعرّض لغرامات ماليّة تصل أحيانا إلى بضعة آلاف من الدولارات. وفي مدينة إدمنتون، عاصمة مقاطعة ألبرتا، تلقّى أحد القساوسة غرامة قدرها 1200 دولار لأنّه خالف تعليمات رئيسة الخدمات الصحيّة في المقاطعة د. دينا هينشو.
وأفاد متحدّث باسم الشرطة الملكيّة الكنديّة في باركلاند أنّ عناصر الشرطة توجّهوا بناء على طلب السلطات الصحيّة إلى كنيسة غريس لايف في إدمنتون وسطّروا الغرامة بحقّ القسّ جيمس كوتس. وكانت السلطات الصحيّة قد أصدرت أوامرها قبل أيّام إلى الكنيسة والقسّ بوجوب الالتزام بالإرشادات الوقائيّة بصورة فوريّة. ويشير الأمر الصادر عن السلطات الصحيّة إلى أنّ عددا من أفراد طاقم الكنيسة والمتطوّعين والحضور لم يضعوا الكمامات، وكان البعض منهم يتحدّثون مع بعضهم البعض دون التزام التباعد الجسدي.
وتسمح حكومة المقاطعة لدور العبادة بموجب الإجراءات المتشدّدة الجديدة فتح أبوابها بنسبة 15 بالمئة من قدرتها الاستيعابيّة شرط الالتزام بالإجراءات الأخرى بارتداء الكمامة والتباعد الجسدي. وأفاد مفتّشو الشرطة بأنّ كلّ مقاعد الكنيسة كانت ممتلئة، ولم يلتزم أفراد الأسرة الواحدة بالتباعد الجسدي عن الآخرين، ولم يقم أحد على ما يبدو بالتحقّق من أنّ عدد الأشخاص الذين دخلوا الكنيسة لا يتجاوز نسبة الـ15 بالمئة المسموح بها.
وكانت حكومة المقاطعة برئاسة جيسن كيني قد فرضت المزيد من الإجراءات الوقائيّة المتشدّدة بعد الارتفاع الحاد في عدد حالات كوفيد-19، وعدد الحالات النشطة التي أصبحت الأعلى من بين المقاطعات الكنديّة رغم أنّ ألبرتا تحلّ في المرتبة الرابعة من حيث عدد السكّان. وقال رئيس الحكومة إنّ عددا صغيرا من كنائس المقاطعة لا يلتزم بإجراءات الوقاية، مشيرا إلى تصرّف غير مسؤول يعرّض مجتمعاتها للخطر.وأضاف بأنّ التجمّعات مسموحة ضمن شروط في دور العبادة، وينبغي أن يلتزم بها الجميع، والقاعدة الذهبيّة في كلّ الديانات هي العناية بالآخر كما قال كيني.
ومنتصف الشهر الجاري، نشرت كنيسة غريس بايبل فيلوشيب في منطقة ماكنزي في شمال ألبرتا تسجيل عظة القسّ مايك هوفلاند التي يصف فيها إجراءات الوقاية التي فرضتها الحكومة للحدّ من انتشار الفيروس بأنّها “استبداد” و دعا أبناء الرعيّة إلى تجاهلها. ودعا القسّ أبناء الرعيّة لأن يكون لهم رأيهم الخاص وأن يتصرّفوا وفق ما يمليه الضمير. وكانت السلطات الصحيّة قد أفادت الصيف الماضي عن 20 حالة نشطة في تلك المنطقة التي تفشّت فيها العدوى.
وأفادت د. ينا هينشو رئيسة الخدمات الطبيّة في ألبرتا أنّ الحكومة عملت طوال أشهر عديدة، بالتعاون مع المجموعات الدينيّة في المقاطعة، وسارت الأمور جيّدا، وما زالت هناك فرص لمدّ الجسور كما قالت د. هينشو.
وأشارت إلى الدور الريادي الذي لعبه القادة الروحيّون للتأكّد من أنّ المعلومات الدقيقة متوفّرة لدى مجموعاتهم الدينيّة. وسنحت جائحة كوفيد-19 فرصة القيام بخيارات من أجل العناية ببعضنا البعض، والإجراءات الوقائيّة أفضل طريقة للقيام بذلك كما قالت د. دينا هينشو رئيسة الخدمات الطبيّة في مقاطعة ألبرتا.
(سي بي سي/ راديو كندا الدولي)