You are currently viewing ترودو: لا نقضي على الجائحة بالتذّمر ولا أحد يملك الحق بنشر رسائل الكراهية

ترودو: لا نقضي على الجائحة بالتذّمر ولا أحد يملك الحق بنشر رسائل الكراهية

 

تظاهرت حشود من الناس أمس أمام مقّر البرلمان الكندي الفدرالي في العاصمة الكندية أوتاوا، احتجاجا على إلزامية التطعيم لسائقي الشاحنات الذي يعبرون الحدود الكندية الأميركية. ويعبر المتظاهرون عن تضامنهم مع موكب الحرية الذي جاب البلاد من غربها إلى شرقها وصولا إلى العاصمة الكندية في عطلة نهاية الأسبوع المنصرم.

الصورة: RADIO-CANADA / IVANOH DEMERS

 

RCI

علّق رئيس الوزراء الكندي لأول مرّة خلال مؤتمر صحافي افتراضي على الحراك الذي يقوم به سائقو الشاحنات.

إن سائقي الشاحنات الذين يواصلون حراكهم في أوتاوا، هم مجرّد أقلية صغيرة مهّمشة، وإنهم لا يشكلّون رأي الغالبية الكندية.نقلا عن رئيس الوزراء الكندي جوستان ترودو.

توجه جوستان ترودو بهذا الكلام خلال مؤتمر صحافي افتراضي عقده ظهر اليوم. وأضاف بأن من حق الكنديين كافة التعبير عن رأيهم أو عن اختلافهم في الرأي مع حكومتهم. ولكن ليس لهؤلاء الحق، على حد تعبير ترودو، في تهديد المواطنين أو مضايقتهم، أو نشر رسائل الكراهية.

وتشّدد رئيس الوزراء الكندي في مخاطبته المتظاهرين (نافذة جديدة) قبالة البرلمان في تنديد منه للأمور الصادمة التي وقعت خلال التظاهرة لتشويه سمعة المتظاهرين المحتجين على التطعيم الإلزامي لسائقي الشاحنات في الأساس. ويقصد ترودو تدنيس نصبٍ وآثار وطنية، بينها قبر الجندي المجهول وتمثال العدّاء الكندي الراحل تيري فوكس واستخدام رموز عنصرية بما في ذلك الصليب المعقوف النازي.

إن الكراهية ليست الحل، كرر جوستان ترودو مؤكدا بأن حكومته لن تهاب من أولئك الذين يوجهون الإهانات إلى العمال في الشركات الصغيرة والذين يسرقون الطعام من المشردين.

لن نستسلم لأولئك الذين يلوحون بأعلام عنصرية. لن نستسلم لأولئك الذين يخربون أو يلحقون العار بذكرى قدامى المحاربين.نقلا عن جاستن ترودو، رئيس وزراء كندا.

لا توجد لدى العديد من المتظاهرين النية في مغادرة وسط المدينة في العاصمة الفدرالية أوتاوا.

الصورة: RADIO-CANADA / IVANOH DEMERS

هذا وطالب رئيس الوزراء الكندي بوقف كل هذه الأعمال المشينة، ودعا من انضموا إلى قافلة الحرية، ممن يعارضون أعمال التخريب ووسائل العنف التي دعا إليها المحتجون، إلى رفع أصواتهم للتنديد بالتعصب والكراهية.

وحرصا منه على عدم تنفير مجتمع الشاحنات بأكمله (نافذة جديدة)، أشار ترودو أن 90٪ من سائقي الشاحنات في البلاد هم قد تلّقوا اللقاحات المضادة للفيروس التاجي. كما شكر ترودو السائقين على الخدمات المقدّمة للشعب الكندي. كذلك أشار الزعيم الكندي إلى أن السلوكيات التي رأيناها في نهاية هذا الأسبوع لا تمثلكم، ويقصد سائقي الشاحنات.

وانتهز ترودو الفرصة لدعوة السياسيين الذين يستغلون مخاوف الناس إلى التفكير في عواقب أفعالهم. واتهم ترودو كلا من زعيم حزب المحافظين إيرين أوتول وزعيم حزب الشعب الكندي ماكسيم بيرنييه بأنهما من بين أولئك الذين فشلوا في إظهار القيادة السياسية.

ليس بالتذّمر نقضي على الوباء، بل من خلال أخذ جرعات اللقاح والاستماع إلى السلطات الصحية العامة.نقلا عن جوستان ترودو، رئيس الوزراء الكندي

وكان أضطر ترودو يوم السبت المنصرم مع عائلته على مغادرة المقّر الرسمي في العاصمة الكندية إلى مكان آخر لم يكشف عنه.

وفي تعليق له على نوايا سائقي الشاحنات الأسبوع الماضي، وصف ترودو المتظاهرين بأنهم أقلية صغيرة من الناس الذين لا يتحدثون لا باسم سائقي الشاحنات ولا باسم كنديين آخرين، بل هم يواصلون في إبطاء طريقنا للخروج من هذا الوباء.

وأثار هذا التصريح على ما يبدو حفيظة المتظاهرين الذين كتبوا لافتات تنتقد تصريحات زعيم البلاد رفعوها في شوارع العاصمة أوتاوا خلال عطلة نهاية الأسبوع المنصرم.

هذا ليس صحيحا. علق أحدهم لمذياع هيئة الإذاعة الكندية. قال أليكس فريدمان: نحن أناس طيبون. بالطبع، هناك أناس سيئون وفوضويون وهناك من ينتهز الفرصة للاحتفال. هناك كل أنواع الناس. لكننا أناس طيبون، نجتمع معًا، ولدينا الأفكار ذاتها. الأقلية تحاول التعبير عن نفسها.

عناصر الشرطة على أحصنتهم في العاصمة أوتاوا يراقبون بحذر تظاهرة سائقي الشاحنات قبالة البرلمان الكندي.

الصورة: RADIO-CANADA / DANIEL BOUCHARD

عليك عودة أدراجك الآن، قال زعيم الحزب الديمقراطي الجديد جاغميت سينغ

طالب زعيم الحزب الديمقراطي الجديد في البرلمان الفدرالي جاغميت سينغ خلال مؤتمر صحافي عقده صباح اليوم، برحيل المتظاهرين وعودتهم من حيث أتوا. وأضاف بأن هؤلاء لا يمثلون سائقي الشاحنات في البلاد الذين بغالبيتهم قد تلّقوا اللقاحات المضادة لكوفيد-19، والذين يرعون مصالحهم ويهتمون أكثر بظروف عملهم.

لقد وصلت رسالتكم، وعليكم أن تعودوا الآن، قال سينغ مخاطبا المتظاهرين. وأشار المتحدث إلى أن قافلة الحرية تتسبب بأسوأ إغلاق منذ بداية الوباء لسكان مدينة أوتاوا، المحاصرين رغما عنهم.

أوافق على أنه لا يمكن وضع كل هؤلاء الأشخاص في سلّة واحدة. ولكننا رأينا أعلاما نازية. ولعلك إذا رأيت يوما علما نازيا، فمن الواجب عليك ألا تستمر في السير في هذه التظاهرة، عليك أن تقف في الجهة المقابلة لأن هذا الأمر غير مقبول.نقلا عن جاغميت سينغ زعيم الحزب الديمقراطي الجديد.

ومع ذلك، أكد سينغ أنه يتفهم أن هناك إحباطًا كبيرًا في سائر أنحاء البلاد، بما في ذلك بين الأشخاص الذين أخذوا اللقاح والذين يحترمون التدابير الصحية.

في سياق متصل، تمكن عدد من النواب في الحكومة الفدرالية من الوصول إلى مقر البرلمان في العاصمة اليوم، على الرغم من العرقلة التي تسبب بها موكب الحرية وأنصاره من المتظاهرين. علما أن مجلس العموم الكندي يستأنف نشاطه بشكل هجين اعتبارا من اليوم بعد توقف استمر ستة أسابيع.

وكان وصل موكب الحرية مساء الجمعة الفائت إلى العاصمة الكندية. ويستمر تواجد حشد المتظاهرين أمام مقر البرلمان للمطالبة بالتخفيف من القيود الصحية الوقائية. علما أن الدعوة في الاساس وراء إطلاق موكب الحرية كانت للمطالبة بإلغاء قرار إلزامية التطعيم لكافة السائقين الذي فرضته السلطات الكندية ودخل حيز التطبيق في 15 كانون الثاني / يناير الماضي.

(المصدر: سي بي سي، هيئة الإذاعة الكندية. إعداد وترجمة كوليت ضرغام)

اترك تعليقاً