You are currently viewing السنة الهجرية الجديدة 1444 ويوم عاشوراء

السنة الهجرية الجديدة 1444 ويوم عاشوراء

 

الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أنّ لا اله الاالله وحدة لاشريك له ، وأشهد أنّ محمد رسول الله ــ  أتمنى للمسلمين فى أرجاء العالم أجمل التهاني بمناسبة السنة الهجرية الجديدة ــ السنة الهجرية هي إشارةٌ إلى الهجرة النبوية المباركة من مكة المكرمة إلى يثرب ( المدينة المنورة ) ، ولقد جعل الرسول المصطفى (ص) سنة هجرته المباركة مبدأ لحساب التاريخ الإسلامي. وعن أبى حفص عمربن الخطاب رضى الله عنه ، أمير المؤمنين ، قد اتخذ ذلك العام كأول عام في التقويم الهجري… ووافقه الصحابة رضوان الله عليهم وتبعهم المسلمون إلى يومنا هذا…وقد اعتمد المسلمون هذا التاريخ في كتبهم ورسائلهم وعقودهم ومعاهداتهم و تاريخهم للحوادث والوقائع منذ السنة الأولى للهجرة أي سنة 622 ميلادية . هاجر النبي (ص) والمسلمون من مكة إلى المدينة، وذلك بهدف إرساء قواعد لبناء دولة مسلمة قوامها العدل والاستقامة على المنهج الرباني، وبناء مسجد، والمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار خاصة والمسلمين عامة، وكتابة وثيقة (دستور) حددت نظام حياة المسلمين فيما بينهم، وأوضحت علاقتهم مع غيرهم بصورة عامة واليهود بصورة خاصة. وتتألف السنة الهجرية من اثني عشر شهراً ، وهذه الأشهر هي : محرَّم ، صفر، ربيع الأول ، ربيع الآخر، جمادى الأولى ، جمادى الآخرة ، رجب ، شعبان ، رمضان ، شَوَّال ، ذُو الْقَعْدَة ، ذُو الْحِجَّة ــ وهذه الأشهرمعروفة في البلاد الإسلامية والعربية وهي المعتمدة في العبادات والأحكام الشرعية كالصيام و الحج وغيرهما .أن التقويم الهجرى يحدد مطالع الشهور بما يظهر من حركة القمر للبشر على سطح الأرض. إن شهر محرم من الأشهرالحُرم التي ذكرها الله تعالى: ( إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ) (التوبة:36) وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( السنة اثنا عشر شهراً منها أربعة حرم ، ثلاث متواليات : ذو القعدة وذو الحجة ومحرم ، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان ) رواه البخاري. وسمي هذا الشهر محرما لتحريم القتال فيه ، وقيل لتحريم الجنة فيه على إبليس . ويشرع صيام شهر محرم ؛ لحديث أبي هريرة – رضي الله عنه- قال: قال رسول الله (ص): ( أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم ) رواه مسلم . وفي هذا الشهر يوم عاشوراء وهو اليوم العاشر منه لحديث عَبْد اللّهِ بْن عَبَّاسٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُمَا قال : حِينَ صَامَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللّهِ: إِنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَىٰ. فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم : «فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ، إِنْ شَاءَ اللّهُ، صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ ». قَالَ: فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ، حَتَّىٰ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللّهِ . رواه مسلم . ويتأكد صيام يوم عاشوراء ؛ لحديث ابن عباس رضي الله عنهما- قال: ( ما رأيت رسول الله (ص)- يتحرى صيام يوم فضَّله على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشوراء) رواه البخاري ومسلم. وصيام هذا اليوم المبارك فضل عظيم كما في حديث أبي قتادة رضي الله عنه- عن النبي (ص): ( صيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يُكفّر السنة التي قبله) رواه أحمد ومسلم. كما يسن صيام يوم قبله أو بعده ؛ لحديث ابن عباس رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله (ص): ( صوموا يوم عاشوراء وخالفوا اليهود، وصوموا قبله يوماً أو بعده يوماً) رواه أحمد وابن خزيمة . وسبب صيام هذا اليوم المبارك ما جاء في حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: قدم النبي (ص) المدينة، فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال: (ما هذا) ؟ قالوا: هذا يوم صالح ، هذا يوم نجا الله بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى ، قال: ( فأنا أحق بموسى منكم ، فصامه وأمر بصيامه ) رواه البخاري . ــ بعض البدع التي أُحدثت في هذا اليوم مما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية: ” فقد ذهب بعض العلماء إلى استحباب قيام ليلة عاشوراء ولا أعلم لهم دليلا على ذلك بل هي ليلة كسائر الليالي فمن كانت عادته قيام الليل قامها وإلا فلا يخصها بصلاة ، وأحدث بعض الناس فيه أشياء مستندة إلى أحاديث موضوعة لا أصل لها مثل فضل الاغتسال فيه أو التكحل أو المصافحة وهذه الأشياء ونحوها من الأمور المبتدعة كلها مكروهة وإنما المستحب صومه ، وما عداها فباطل والله تعالى أعلم “. اللهم أعنا على صيام يوم عاشوراء ، اللهم جمل حسن أعمالنا بإتباع رسولك (ص) والتأدب بآدابه ، اللهم أيقظنا من الغفلات ، ونجنا من الدركات وكفر عنا الذنوب والسيئات ، وأغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين الأحياء منهم والأموات . نسأل الله عزّ وجلّ أن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام وصالح الأعمال إنه سميع مجيب الدعوات ، اللهم توفنا مع الأبرار وأدخلنا الفردوس الأعلى بغير حساب ولا سابقة عذاب ، اللهم ارزقنا قلوباً خاشعة وأعيناً دامعة وألسنتاً ذاكرة ، وَصَلِّ اللَّهُمَّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَتْبَاعِهِ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّيِنِ ، وَالحَمْدُ لله رَبِّ العَالَمِيِنَ.اللهم آمين – وإلى اللقاء.

إعداد أم تامر المصرى

 

 

 

 

اترك تعليقاً