You are currently viewing لاجئ صومالي: ’’لم أذق طعم الحرية في حياتي وأنا ممتن لوجودي في كندا‘‘

لاجئ صومالي: ’’لم أذق طعم الحرية في حياتي وأنا ممتن لوجودي في كندا‘‘

بعد الهروب من الحرب الأهلية في بلده الأم الصومال والعيش في مخيم للاجئين في كينيا، يشعر محمد حسين اليوم بالامتنان للحياة التي منحته ولادة جديدة في مقاطعة نوفا سكوشا في شرق كندا.

وصل محمد حسين إلى كندا في مارس الماضي مع مجموعة من اللاجئين للعمل كمساعدين في مجال الرعاية الصحية وذلك في إطار ’’البرنامج التجريبي لمسارات التنقل الاقتصادي‘‘ (EMPP) الذي أطلقته وزارة الهجرة الفيدرالية في أبريل 2018 بهدف تحديد ما يقرب من 10 إلى 15 لاجئًا ماهرًا في الشرق الأوسط وشرق إفريقيا ممن يستوفون متطلبات برامج الهجرة الاقتصادية الكندية.

وحسين هو واحد من بين 13 عاملا وصلوا إلى مدينة نيو غلاسكو (New Glasgow) في وسط مقاطعة نوفا سكوشا في شرق البلاد للعمل في مؤسسة للرعاية الصحية الطويلة الأمد.

كنت سعيدا جدا للتغيير الذي طرأ على مسار حياتي، وكذلك لأنني أساعد آخرين من خلال عملي في الرعاية الصحية.

محمد حسين، لاجئ صومالي

هذا وزارت بعثة كندية من مقاطعة نوفا سكوشا كينيا مؤخرا وقامت بتوظيف 65 شخصا آخرين يعيشون في مخيمات اللاجئين، أو في العاصمة نيروبي، بعد فرارهم من العنف في البلدان المجاورة.

كنت سعيدا جدا للتغيير الذي طرأ على مسار حياتي، وكذلك لأنني أساعد آخرين من خلال عملي في الرعاية الصحية.

نقلا عن محمد حسين، لاجئ صومالي في نوفا سكوشا

تجدر الإشارة إلى أن بعثة كندية من نوفا سكوشا (نافذة جديدة) زارت كينيا مؤخرا وقامت بتوظيف 65 شخصا آخرين يعيشون في مخيمات اللاجئين في العاصمة نيروبي، بعد فرارهم من العنف في البلدان المجاورة.

في هذا الإطار، أعرب محمد حسين عن سروره برؤية المزيد من اللاجئين الذين سيصلون قريبًا إلى المقاطعة المطلة على الأطلسي.

’’الكل رابح يقول حسين، كندا ستحصل على مهاجرين مهرة، كما سيكون بالإمكان مساعدة اللاجئين على عيش حياة أفضل.‘‘

مشهد من فيلم ’’السلام بالشوكولاتة‘‘ يظهر الممثل الراحل حاتم علي بدور عصام هدهد وأيهم أبو عمار بدور ابنه طارق هدهد.

في انتغونيش، المدينة المجاورة لمدينة نيو غلاسكو في مقاطعة نوفا سكوشا، كتبت قصة نجاح عائلة هدهد السورية اللاجئة التي أطلقت ’’السلام بالشوكولاتة‘‘ (Peace By Chocolate).

الصورة: PEACE BY CHOCOLATE – THE FILM/FACEBOOK

يذكر أن اللاجئ محمد حسين توصل للمجيء إلى كندا بفضل التعليم الذي تلقاه من خلال منظمة الأمم المتحدة في مخيم داداب للاجئين في كينيا. كما خوله ذلك الحصول على منحة دراسية في مدرسة للتدريب الطبي خارج المخيم في كينيا.

أكمل حسين برنامجًا في الرعاية الطبية طيلة 4 سنوات، بما في ذلك تدريب لمدة عام في أحد المستشفيات. فكان ذلك كفيلا بتأهيله لبرنامج العمال المهرة في وزارة الهجرة الفيدرالية.

اختار محمد حسين انتهاز هذه الفرصة، حتى لو كان ذلك يعني أن يترك والديه واربعة أشقاء وثلاث شقيقات في مخيم داداب.

إنها فرصة بالنسبة لي، إنني من الصومال ولم أرذق طعم الحرية في حياتي قط، لم أعط فرصة كهذه كل عمري، أن أظهر إمكانياتي في عمل ما ومكان ما.

نقلا عن محمد حسين، لاجئ صومالي في كندا

تغيرت حياة المتحدث  (نافذة جديدة)تماما منذ ذلك الحين. وهو يجد صعوبة أحيانا في تصديق أنه يمكن له اليوم أن يصل إلى هاليفاكس عاصمة نوفا سكوشا وقتما يشاء أو حتى استقلال الطائرة إلى تورونتو في مقاطعة أونتاريو وسط البلاد.

يسعى محمد حسين في الوقت الحالي إلى أن يصبح ممرضا مساعدا في كندا ويتابع برنامجا في علم التمريض لأحد المعاهد الكندية عبر الانترنت مدته سنتان.

بمجرد الانتهاء من هذا البرنامج، يأمل المتحدث في مواصلة تعليمه والعمل في المقاطعة الأطلسية، بهدف أن يصبح ممرضًا ومن ثم ممرضًا ممارسًا.

لدي هذا الشغف منذ الطفولة لمساعدة الناس، وعلى الرغم من أنني خارج مخيمات اللاجئين، إلا أنه لا لا يزال هناك أشخاص مرضى ويحتاجون إلى المساعدة.

نقلا عن محمد حسين، لاجئ صومالي في كندا

استقال المتحدث من وظيفته في دار الرعاية الصحية من أجل التركيز على دراسته، بالإضافة إلى ذلك يعمل الآن كمستشار في مؤسسة الشباب الخيرية (YMCA) في مدينة نيو غلاسكو حيث يعيش.

يتوقع مسؤولو الصحة في نوفا سكوشا أن يغير بعض العمال في الرعاية الصحية وظائفهم، لكنهم يرون أنه من المحتمل أن ينتقل هؤلاء إلى مناصب أخرى في نظام الرعاية الصحية، الذي يعاني من نقص في الموظفين على كافة المستويات.

يثمن محمد حسين دعم الكنديين له الذي يمنحه الثقة ويعززها في نفسه.

ويؤكد اللاجئ الصومالي بأن ’’الجميع في المدينة الأطلسية كانوا لطيفين للغاية في تعاملهم معنا كلاجئين. إننا نشكل اليوم جزءا من أهل هذه المدينة، إننا اليوم مواطنون جدد في نوفا سكوشا.‘‘

(المصدر: سي بي سي، هيئة الإذاعة الكندية، ترجمة وإعداد كوليت ضرغام)

اترك تعليقاً