بسبب الجفاف، انخفض إنتاج القمح هذه السنة في مقاطعة ألبرتا بنسبة 19,6% مقارنة بالعام الماضي، وفقاًَ لوكالة الإحصاء الكندية.
وتأثر مزارعو وسط المقاطعة وجنوبها بشكل خاص بسبب قلة هطول الأمطار، كما أوضحت وزارة الزراعة والأغذية الزراعية الكندية.
في المقابل، كانت المزارع الزراعية القريبة من إدمونتون، عاصمة المقاطعة، أقلّ تأثّراً هذا العام. فقد كان هطول الأمطار أكثر ملاءمة، مقترباً من المعدل خلال فترة نمو القمح.
سنة صعبة
ويقول ستيفن فاندرفالك، وهو مزارع يعيش بالقرب من فورت ماكلويد، على بعد حوالي 150 كيلومتراً إلى الجنوب من كالغاري، كبرى مدن المقاطعة، إنّ الظروف الجوية هذا العام ليست سوى أحدث ضربة قاسية للمنتجين الزراعيين في منطقته، هم الذين عانوا من الجفاف وضعف المحاصيل في ستٍ من السنوات السبع الماضية.
ويشير فاندرفالك، الذي يشغل أيضاً منصب نائب رئيس جمعية مزارعي القمح، إلى أنّ محصوله لهذه السنة من القمح القاسي، الذي يُستخدم بشكل رئيسي لصنع المعجنات، كالمعكرونة، كان أقلّ من نصف المحصول الذي كان يتوقعه.
إنها حالة صعبة. لقد تضاعفت تكاليف الزراعة في السنوات الخمس الماضية، ولولا التأمين على المحاصيل لكان الوضع مختلفاً تماماً.
وتشير وكالة الإحصاء الكندية إلى أنّ مناطق أُخرى من البراري الكندية تأثرت أيضاً بالجفاف، ما أدى إلى انخفاض إجمالي إنتاج القمح في كندا بنسبة 7% في عام 2023.
وتُعرفُ بالبراري الكندية (Canadian Prairies – Les Prairies canadiennes) ثلاث مقاطعات في غرب البلاد هي، بدءاً من الشرق، مانيتوبا وساسكاشتيوان وألبرتا. وهذه المقاطعات الثلاث داخلية غير ساحلية وتُعتبر الزراعة وتربية المواشي من دعائم اقتصادها.
التأثير على سلة الغذاء
يقول البروفيسور ستيوارت سميث، أستاذ اقتصاديات الزراعة والموارد في جامعة ساسكاتشِوان، إنّ انخفاض إنتاج القمح قد يساهم في ارتفاع الأسعار في متاجر المواد الغذائية.
لكن عندما يتعلق الأمر بمواد غذائية مصنوعة من القمح، فالقصة ليست نفسها على طول الخط. ’’الأمر يعتمد حقاً على مكان زراعة المحصول‘‘، يقول سميث.
يُشار إلى أنّ عام 2021 كان صعباً جداً على محصول القمح في كندا بسبب جفاف واسع النطاق تسبب في انخفاض إجماليّ الإنتاج بنسبة 38,5%. وفي ألبرتا بلغت نسبة هذا الانخفاض 43%.
وأدّى هذا الانخفاض في الإنتاج إلى زيادة في تكلفة المنتجات المباعة في متاجر الأغذية.
وتُظهر بيانات وكالة الإحصاء الكندية أنّ معدل سعر المعجنات قفز بنسبة 25% بين آب (أغسطس) 2021 وآب (أغسطس) 2022، قبل بدء الحصاد مجدداً.
وخلال الفترة نفسها ارتفع معدل سعر الخبز الأبيض بنسبة 14%.
ومع ذلك، انخفاض المحاصيل ليس العامل الوحيد الذي يؤدي إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية. فالتكاليف المتعلقة بالنقل والتصنيع والتعبئة تزيد من فواتير المستهلكين.
كما تساهم ظروف الزراعة والإنتاج في بلدان أُخرى في الصورة المعقدة لسعر القمح العالمي.
(نقلاً عن موقعيْ راديو كندا و’’سي بي سي‘‘، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)