قــل لأهــل الذنوب والآثام* قابلوا بالمَتاب شهرَ الصيامِ
إنه في الشهور شهرٌ عظيم* واجـبٌ حـقُّـه أكـيـدُ الــزِّمـامِ
وأقــلــوا الكـلامَ فـيـه نــهــار* واقـــع لـيلَه بطـول القيامِ
التمِس فيه ليلة القدر واترُك* التماسًا لـها لـذيذَ الـمَـنامِ
ربِّ أمِتني على اعتقاد جميل* واتّــبـاعٍ لـمـلّـة الإسلام
سعاة الخير تزدحم ازدحاما * تضاعف جهدها تأبى انفصاما
تجافى جنبها المفروش ليلًا * ولم ترقد صبيحتها لماما
وتعكف في المساجد رافعات * أكف ضراعة تربت رغاما
وصار قيامها في الليل فرضًا * كما كان النهار لهم صياما
شيوخ أو كهول أو شباب * يسابق بعضهم بعض زحاما
ليالي العشر من رمضان كنز * وأفلح من يفوز بها اغتناما
وفيها ليلة القدر التي شغفت * قلوب المؤمنين لها غراما
فحاول أن تكون بها عتيقا * من النيران لا تلقى الملاما
وأسبل من دموعك كل هُطل * يبل ثياب صدرك والحزاما
فعل بكاءك الأيام دين * تقاضي ضحكة يوم القيامة
يا شهر الرحمة لا ترحل** أننا نرجوك تتمهل.
عشر الرحمات أظلتنا** لطف المنان لنا يمهل.
تلتها للعفو ليالي عشر** والتوب بها يكمل.
تحل الليلة أيام** فيها الإعتاق لنا نسأل.
فاجبر ياربي تقصيرنا** حف الأعمال فهي به تثقل.
وبجاه محمد اعتقنا** أننا نرجوك به ونتوسل.
شمسا قد أضاءت دنيانا** بحرا قد أذهل في العالم.
اجمل ماقيل عن ليلة القدر
يـا ليلـة القـدر آمـالاً نعانيهـا = ومن محياك تأتينا غواليهـا
يا ليلـة زانهـا الرحمـن جمَلهـا = فيها العطاء ومـا أدراك مـا فيهـا
فيها السلام مـن الهـادي تـردده = ملائـك نزلـت والـروح حاديهـا
يـا ليلـة وهـب الفتـاح قائمهـا = غفرانه ألـف شهـرٍ لا يساويهـا
قـد خصهـا الله بالقـرآن تذكـرَةً = فيه السعادة فـي أسمـى معانيهـا
نور مـن الله يجلـو كـل مظلِمـةٍ = إذا استنرنا بـه زالـت غواشيهـا
عدل من الله يمحـو كـل مظلَمـةٍ = في العدل عنـه ظلامـات نعانيهـا
روح مـن الله إن مسـت هياكلنـا = رقَت وطارت إلى أعلـى مراميهـا
فيه الشفاء لنا مـن كـل معضلـةٍ = خير الدساتيـر إن رمنـا أعاليهـا
يا ليلة القدر عـودي ذكِـري فبـه = سدنا الممالـك قاصيهـا ودانيهـا
وذكري أمة الإسـلام كيـف بنـى = خير الخلائـق بالقـرآن ماضيهـا
وذكريهـم عهـوداً رادهـم فعلَـوا = حتى استجابت من الدنيـا نواصيهـا
قولي لهم كيف صاروا دونه شيعـا = ذاقـوا الهـوان وإذلالاً وتشويـهـا
بنو القرود لهم في القـدس عربـدة = يـروم أنتنهـم تدنيـس عاليـهـا
ترعى السلام أمركا وهـي طامعـة = كما رعى الذئب قطعاناً! أيحميهـا؟!
ناد ابن أيـوب واستـدع لمعتصـم = ولتشحذي من سيوف النصر ماضيها
ولتذكـري أن نصـر الله يجبرهـم = كيـوم بـدرٍ وحطـيـنٍ وتاليـهـا
يوم العبور قريـب حينمـا هتفـوا = الله أكبـر مـا أجـلـى معانيـهـا
فقم أيا خير شهرٍ قد رأى فرحـاً = بكل نصـرٍ لجنـد الله صـح فيهـا
وعمـم الصـوت إيقاظـاً لنوَمنـا = طال السبـات وروح منـك تحييهـا
يا أيُّها العَبْدُ قُمْ لِلَّهِ مُجْتَهِدًا ** وَانْهَضْ كَما نَهَضَتْ مِنْ قَبْلِكَ السُّعَدَا
هَذِي لَيالِي الرِّضَا وَافَتْ وَأَنْتَ عَلَى ** فِعْلِ القَبِيحِ مُصِرًّا مَا جَلَوْتَ صَدَا
قُمْ فَاغْتَنِمْ لَيْلَةً تَحْيَا النُّفُوسُ بِهَا ** وَمِثْلُهَا لَمْ يَكُنْ في فَضْلِهَا أَبَدَا
طُوبَى لِمَنْ مَرَّةً فِي العُمْرِ أَدْرَكَهَا ** وَنَالَ مِنْهَا الذي يَبْغِيهِ مُجْتَهِدَا
فَلَيْلَةُ القَدْرِ خَيْرٌ قَالَ خَالِقُنَا ** مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ هَنِيئًا مَنْ لَهَا شَهِدَا
وَيَنْزِلُ الرُّوحُ فِيها والملائِكُ مِنْ ** عِنْدَ المُهَيْمِنِ لا نُحْصِي لَهُم عَدَدَا