You are currently viewing خروج بنى إسرائيل من مصر وعنادهم لموسى عليه السلام

خروج بنى إسرائيل من مصر وعنادهم لموسى عليه السلام

الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا الله الا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمد رسول الله. انتقل سيدنا يعقوب وأولاده جميعاً ليستوطنوا في مصر بناء علي دعوة أخيهم يوسف عزيز مصر ، مع مرور الأيام وبعد وفاة يوسف ويعقوب تغير حال بني إسرائيل وأصابتهم المذلة والمهانة حيث اضطهدهم فرعون واستعبدهم حتى بعث الله موسى عليه السلام . موسى عليه السلام هو موسى ابن عمران ابن قهات بن لاوي إبن يعقوب عليه السلام ، وظهوره في مصر يعود إلى 1250 قبل الميلاد وقد أيده الله بالمعجزات الباهرات الكثيرة ليبدأ تاريخ اليهود كديانة ..عزز الله موسى بمعجزات كثيرة ، كمعجزة العصا التي انقلبت الي ثعبان ، وإخراج اليد البيضاء من الجيب والقصة المعروفة عندما تحدي موسى سحرة فرعون أمام الملأ من الناس … واستمر فرعون في عناده وكبره واضطهاده لبني إسرائيل حتى امر الله نبيه موسى بان يخرج مع بني اسرائيل فلحق بهم فرعون و جنوده وكاد فرعون أن يلحق بهم عند الشاطئ فإذا بمعجزة كبيرة تحدث أمام أعين بني إسرائيل ، فينشق البحر ويغرق فرعون وجنوده وهكذا نصر الله موسي وبني إسرائيل وأنعم عليهم بالطمأنينه والأمن وأهلك فرعون وجنوده.. بعد أن نجا الله بني إسرائيل من فرعون ، رأوا أناسا يعبدون الأصنام فقالوا لموسى إجعل لنا إلها مثل هذا الاله ، ذلك بالرغم انهم رأوا المعجزات التي أيدهم الله بها و لكن ما أسرعهم إلى الكفر. ولما ذهب موسى إلى جبل الطور في سيناء لمناجاة ربه ، وغاب عنهم أربعين يوماً ،عاد وجدهم يعبدون من دون الله عجلاً . اختار موسى من قومه أفضل سبعين رجلا هم خيار بني إسرائيل لميقات الله عز وجل في جبل الطور ليستغفر لهم ربهم ، وأمرهم أن يتطيبوا ويتطهروا ويغتسلوا. (وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِمِيقَاتِنَا) الأعراف:155 . ثم قالوا: أرنا الله جهرة ، فأنزل الله عليهم صاعقة فقتلت السبعين جميعاً فأحياهم الله ، ومع ذلك لم يزدادوا إلا فسقاً وعصيانا وقالوا: يا موسى أحيانا الله فأرنا آية؟ فنتق الله الجبل فوق رؤوسهم. “وَإِذ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّواْ أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ” الأعراف:171. فترجى موسى ربه أن يحيي قومه فاستجاب الله اكراما لموسي . ثم امرهم موسى بما في التوراة و السمع والطاعة .. قالوا سمعنا وعصينا فرفع الله الجبل كله فوق رؤوسهم.. فخافوا أن يقع عليهم واستسلموا راغمين وقالوا سمعنا وأطعنا.. ولكنهم لا يؤمنون أبداً ولم تخشع قلوبهم أبداً …وكان الله قد كتب لهم أرض فلسطين لتكون أرضاً لهم ولما أمرهم الله أن يدخلوا الأرض المقدسة ( فلسطين ) و ليقاتلوا رفضوا وقالوا لموسى إذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون!! فكان عقاب الله لهم أن يتيهوا في الأرض لا يعرفون السبيل 40 سنة. وأثناء التيه ، الله تعالى أنزل عليهم فى حال شددهم فى الأرض التى ليس فيها زرع ولا ماء ، قال الله تعالى فى سوره البقرة 60 :” وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ كُلُواْ وَاشْرَبُواْ مِن رِّزْقِ اللَّهِ وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ” فضرب موسى عليه السلام الصخرة بالعصى فانفجرت اثنتي عشرة عيناً ليشربوا منها في معجزة كبيرة أخري .. وبدل أن يحمدوا الله على هذه الكرامة والفضل قالوا: أين ربك؟ ذهب موسى عليه السلام ليكلّمه الله عزوجل. فلمّا رجع وجدهم قد اتّخذوا العجل يسجدون له من دون الله ، ومع ذلك ظلوا على عنادهم وكفرهم. أنزلهم موسى عليه السلام بعد اجتياز البحر ونجاتهم من فرعون في واد فيه المنٌّ والسلوى طعاما لهم دون كلل. فقالوا:” فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاؤُواْ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ”البقرة : من الآيه 61 . والمن هو نبات فيه سائل كالعسل والسلوى هو نوع من الطيور كانت تأتيهم كل يوم ومع ذلك لم يعجبهم المن و السلوى !! و كان الله يرسل عليهم الغمام يحميهم من الشمس طوال فترة تيههم. وفي فترة التيه حدثت معجزة كبيرة أيضاً ، حيث قُتل رجلا من بني إسرائيل ولم يعرف الفاعل فأمرهم موسى بذبح بقرة فذبحوها بعد جدال طويل وأخذ موسى جزء من البقرة و ضرب الميت فحيا وقال فلان بن فلان هو الذي قتلني ومات ثانية وكانت هذه معجزة اخرى كبيرة ومع ذلك لم يؤمنوا !!! و أثناء فترة التيه توفي موسى عليه السلام ، قرب بيت المقدس وتولى من بعده يوشع بن نون عليه السلام قيادة بني اسرائيل (هو الذي صاحب موسى للقاء الخضر، وهو النبي الذي أخرج الله على يديه بني إسرائيل من صحراء سيناء). كان هذا جزء مهما لبدايه اليهود ، ويبين أخلاقهم وسوء تعاملهم مع نبيهم موسى ، فلقد أرسل الله لهم معجزات كثيرة جداً ومع ذلك ظلوا بعنادهم وكفرهم حتى غضب الله عليهم ولعنهم وكتب عليهم الذل والمسكنة. ماذا يمكن أن تسفر عنه مفاوضات وحوارات مع اليهود بعد كل هذا الإعتراض والجحود والعناد الذي كانوا يمارسونه وينتهجونه مع أنبيائهم ورسلهم ، فما بالك مع غيرهم؟… اللهم انصر المجاهدين في سبيلك في كل مكان يا رب العالمين، اللهم انصر إخواننا في فلسطين ، اللهم ثبت أقدامهم ، اللهم قوي عزائمهم ، اللهم صبرهم على مصيبتهم ، اللهم تقبل شهداءهم ، اللهم إنا لا نملك إلا الدعاء، فهذا دعاؤنا لإخواننا في غزة وفلسطين ، اللهم انصرهم على أعدائهم ، اللهم عليك باليهود الحاقدين ، اللهم مزقهم كل ممزق ، واجعلهم آية لغيرهم يا رب العالمين ، اللهم احشرهم مع هامان وفرعون ، اللهم اجعلهم عبرة للطغاة والمجرمين . اللهم فرج كربتهم وايد قضيتهم ، وارفع مقتك وغضبك عنا يارب العالمين . اللهم عليك بأعدائك أعداء الدين ، اللهم اغفر لإخواننا المستضعفين في فلسطين وارحم شهداءنا واجمعنا بهم يوم النشور، اللهم ادخلهم فسيح جناتك وارحمهم ياارحم الرحمين، اللهم لا تجعل مصيبتهم في دينهم واجعل الاخره نجاة وملاذا لهم واجعلنا من اللاحقين بهم يارب العالمين . أسأل الله تعالى ان يوحد صفوف المسلمين ويعلى رايتهم ويقوى عزائمهم ويعلى كلمتهم ويرحمنا جميعا برحمته ، اللهم انصرنا على من عادانا ، اللهم أدْخلنا الفردوس الأعْلى بغير حساب ولا سابقة عذاب وَصَلِّ اللَّهُمَّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَتْبَاعِهِ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّيِنِ، وَالحَمْدُ لله رَبِّ العَالَمِيِنَ . اللهم آمين – وإلى اللقاء إعداد أم تامر المصرى

اترك تعليقاً