من إعداد فادي الهاروني •
قال أعضاء لجنة فرعية تابعة لمجلس العموم الكندي ومكلفة بالنظر في أوضاع أقلية الإيغور المسلمة في شينجيانغ (سنجان) إنّ “ممارسات الحزب الشيوعي الصيني” في هذا الإقليم الواقع في شمال غرب الصين “تشكل إبادة جماعية بموجب الاتفاقية حول الإبادة الجماعية”. واعتُمدت اتفاقية منع ومعاقبة جريمة الإبادة الجماعية من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة في كانون الأول (ديسمبر) 1948. “هناك إبادة جماعية تحصل حالياًَ في الصين”، قال أليكسي برونيل دوسيب، نائب رئيس اللجنة الفرعية لحقوق الإنسان التابعة للجنة الدائمة للشؤون الخارجية والتنمية الدولية. وبرونيل دوسيب نائب عن الكتلة الكيبيكية التي تدعو لاستقلال مقاطعة كيبيك عن كندا وهي ثاني أحزاب المعارضة في مجلس العموم. “مهما اشتكت السلطات الصينية من أنّ موقفنا لا يلائمها ومهما حاولت الإقناع بأنّها ترسل الإيغور إلى المدارس، تظلّ الوقائع أقوى من كلّ البروباغاندا (الدعاية السياسية) التي يمكنها القيام بها. ونحن يجب ألّا نبقى صامتين”، أضاف برونيل دوسيب.
واستمعت اللجنة الفرعية المكونة من أعضاء من عدة أحزاب إلى شهادات مفجعة أدلى بها ناجون من السجون الصينية المخصصة للإيغور. وأخبر هؤلاء اللجنة عن معاناة الإيغور في السجون الجماعية وخضوعهم للمراقبة الجماعية وعن عمليات الاغتصاب والتعقيم القسري بحق نساء الإيغور. واعتبار اللجنة أنّ ممارسات السلطات الصينية بحق الإيغور ترقى إلى “الإبادة الجماعية” تشكل سابقة من نوعها في كندا. ومن المتوقّع أن يتسبب هذا التطور بمزيد من التأزم في العلاقات بين كندا والصين، كما قرار الحكومة الكندية أمس أيضاً بتسهيل هجرة الطلاب والشباب من هونغ كونغ. فالصين قد تعتبرهما تدخلاً في شؤونها الداخلية، وقد سبق لها أن حذّرت حكومة جوستان ترودو الليبرالية من التدخل بموضوع هونغ كونغ.
لكنّ النائب برونيل دوسيب يعتبر أنّ السكوت عمّا تتعرّض له أقلية الإيغور المسلمة خوفاً من انتقامٍ صيني محتمل هو أمر “لا يُنصَح به مطلقاً”.”سيكون (السكوت) دليلاً على فقدان الشجاعة، لأنّ هناك إبادة جماعية تحصل في مكان ما في العالم. يجب تسمية الأشياء بأسمائها، وليس بخوفنا من ردّ فعلٍ ما من قبل الحكومة الصينية سنحقق أمراً ما”، يضيف برونيل دوسيب. من جهته قال وزير الخارجية الكندية فرانسوا فيليب شامبان إنّ “ادعاءات (الإبادة) مقلقة” و”نأخذها بجدية شديدة ونراقب بقلق ما يجري في شينجيانغ”.
(راديو كندا / وكالة الصحافة الكندية / راديو كندا الدولي)