RCI:
كشف عدد من الموظّفين من أبناء السكّان الأصليّين العاملين في وزارة العلاقات مع السكّان الأصليّين عمّا وصفوه بمناخ العمل السامّ في مكتب الوزيرة كارولين بينيت. واشتكى العديد منهم من أنّهم كانوا مهمّشين لكنّ شكواهم لم تلق آذانا صاغية.
وتمّ توجيه شكوى شفهيّة واحدة على الأقلّ حول مناخ العمل السامّ (نافذة جديدة) إلى الوزيرة كارولين بينيت، وشكوى أخرى إلى مديرة مكتبِها سارة ويلش، حسب ما قال موظّفون سابقون تحدّثوا إلى سي بي سي، القسم الإنجليزي في هيئة الإذاعة الكنديّة.
كما تمّ توجيه 3 شكاوى شفهيّة إلى ممثّلين في مكتب رئيس الحكومة جوستان ترودو، لم تتمّ متابعتها حسب قول الموظّفين السابقين. وتحدّثت سي بي سي إلى أكثر من 10 موظّفين سابقين من أبناء السكّان الأصليّين وسواهم، عملوا في مكتب الوزيرة بينيت بين عامي 2016 و 2020. ولم تكشف سي بي سي عن هويّتهم نظرا لِتخوّفهم من التداعيات المحتملة في مكان العمل.
وتحدّث أحدهم عن مناخ عمل سامّ للغاية، ممّا أثّر في قدرة مكتب الوزيرة على تحريك الأمور، وأضاف أنّ الناس الطيّبين لا يبقون في مناخ عمل سام. وقال آخرون إنّهم تعرّضوا للتهميش وتمّ استبعادهم عن القرارات المهمّة المتعلّقة بملفّاتهم. وبرزت كارولين بينيت من خلال دفاعها عن حقوق الأمم الأوائل إبّان حركة أيدل نو مور أي لا لِانعدام الحركة بعد اليوم، في عامي 2012 و2013 .
ونشأت الحركة احتجاجا على إقرار البرلمان الكندي مشروع قانون قدّمته حكومة المحافظين السابقة يتيح حسب مؤسّسي الحركة، انتهاك الحقوق التاريخيّة للسكّان الأصليّين. وتولّت كارولين بينيت منصب وزيرة شؤون السكّان الأصليّين عام 2015، وأصبحت عام 2017 وزيرة العلاقات مع السكّان الأصليّين. ويعتقد بعض الموظّفين السابقين أنّ الوزيرة بينيت تهتمّ بالعمق بالسكّان الأصليّين، وكانت تريد التغيير،غير أنّ الأبويّة و اختلال مناخ العمل في مكتبها حالا دون ذلك.
وكانت بعض الملفّات تزعجها، ومن بينها مثلا عدم الانتهاء من مشروع تحويل مقرّ سفارة الولايات المتّحدة السابق في أوتاوا، إلى مقرٍّ لِسفارة السكّان الأصليّين. وأطلقت كارولين بينيت يد طاقم عملها للتعامل مع العديد من الملفّات، ممّا أبعَد البحث في مناخ العمل السامّ. ووصف البعض منهم مناخ العمل بأنّه عشائري، وفوضوّي في دائرة ضيّقة تحيط بالوزيرة كارولين بينيت.
ونقل أحد الموظّفين عن المستشارة السياسيّة إيملين إنغليش قولَها لأحد الموظّفين من السكّان الأصليّين إنّ على أبناء السكّان الأصليّين أن ينسوا الفظاعات التي ارتكبتها كندا بحقّ السكّان الأصليّين وأن يتحوّلوا نحو أمور أخرى.
ونقل عنها موظّف آخر ما قالته له من أنّه ليس هناك من مبرّر للحديث عن اختفاء ومقتل نساء وفتيات من السكّان الأصليّين. ورفضت سارة ويلش مديرة مكتب الوزيرة، البحث في هذه الشكاوى التي تمّ نقلها إليها. وساهم مناخ العمل في مكتب الوزيرة كارولين بينيت في إغفال الوقائع السياسيّة للسكّان الأصليّين على الأرض.
واعتبر أحد الموظّفين السابقين أنّ عدم إصغاء الوزيرة للموظّفين أحرجها عام 2018 لدى انتخاب زعيم جديد لِجمعيّة الأمم الأوائل الذي جرى في مدينة فانكوفر. فقد توجّهت الوزيرة إلى فانكوفر صباح يوم الانتخابات، والتقت زعماء الأمم الأوائل من مقاطعة ألبرتا، ما دفع 3 من المرشّحين الأربعة للقول إنّها تتدخّل في الشؤون السياسيّة الداخليّة لجمعيّة الأمم الأوائل.
(سي بي سي/ خورخي باريرا/ ترجمة و إعداد مي أبو صعب)